11 سبتمبر 2025
تسجيلعطر ليس ككل عطر عرفناه، عبق ليس ككل عبق جربناه، يختلف، ربما لأنه عطر روح، وعبق شعور، من الآن ينبه فينا ما أبهتته الشهور الطوال وقد رحل عنا تاركاً لنا وعداً بأنه سيعود، ركضت الشهور سريعاً سريعاً كأننا ودعناه الأمس، ظن بعضنا أنه سيدركه حتما فتلهى عن الحقيقة الكبرى التي قد تمنعه من استقباله فسبق اسمه كان، وقرأناه نعياً عز على محبيه!إن كنا من الذين سيستقبلون العطر فمن الآن نقول له أهلاً فأرواحنا ترتجي من يمسح عليها لتهدأ، وفي الصدر جروح عميقة تهفو لأن تبرأ، أهلاً يا أيام الصبر، والتعبد، أهلاً يا أيام السكينة والسلام، أهلاً يا عطر يرمم كل كسور الروح، ويصغر كل ما كبر من ألم، ويلقي بأطواق نجاته للواقعين في بئر الهموم، المترقبين ضوءاً يقول إن الطفو ممكن، وإن التنفس ممكن، وإن وداع الطين ممكن، وأن التشبث بالنور ممكن، وأن البدء من جديد ممكن، وأن التحرر من ربقة الذنوب وتعب القلوب ممكن، وأن هزيمة السواد ممكن، وتسيد البياض ممكن لترفرف الروح في فضاءات الرحمة وتعلو فوق ماديات الجسد، الآن نفتح قلوبنا قبل أبوابنا لنقول أهلاً بالعطر، أهلاً بالعبق الذي بملامسته يمكن أن نكون أكثر نقاءً، ورحمة، وإنسانية، أهلاً رمضان، أهلاً بهدأة السكينة والسلام.• كلام في رمضان• بعض السادة الرجال متفهم لجوهر الصيام، والبعض يعود من عمله لتجده رايح جاي على المطبخ مثل البطة البلدي منتظراً (التزغيط).• بعض السادة الرجال يرهق شريكته بطلباته الكثيرة التي إن لم يجدها على المائدة (حرد) كالصغار، وهدد بعدم الإفطار! سيدي إنه الإفطار وليس الانفجار!.• ممكن نفهم صوت انطلاق مدفع الإفطار صح؟ إنه بالتأكيد ايذان ببدء سد الجوع والعطش، وليس إعلامنا بلحظة الهجوم على النعمة لنصاب بتلبك معوي وتخمة!• ناس بتموت من الجوع، وناس من شهر بتجهز لأكل رمضان، الفريزر (أنفزر) يا عيني مما وضع فيه، آخرون اشتروا ثلاجة إضافية خصيصاً (لحاجات رمضان)!!• تتكدس أصناف الطعام على مائدة الإفطار، الفائض كثير، صوت يقول الأكل ما يترماش، صوت آخر يعلو (مبنكلش بايت) يعني غداً مائدة جديدة!!!• البعض يؤكد أن رمضان شهر الصبر، والتراويح، والأجواء الإيمانية التي تنتشل الروح من التيه، والبعض كل حديثه عن رمضان يشي بأنه شهر الكنافة، والقطايف والفوازير، والمسلسلات الطافحة بالرقص والمزامير!!• البعض يقول رمضان (يحب السهر) أي سهر؟ تفرق، إذ ليس الساهرون في المساجد للتراويح كالساهرين أمام بوصاتهم الملونة لمتابعة غادة، وميادة، وبشرى، ويسرى، وليس السهر بالجامع مع دروس الإمام كالسهر مع مسلسل عادل إمام!!• لا ينتبه كثير من الأزواج إلى أنهم (يحكرون) الزوجة بالمطبخ لساعات لتلبي لكلٍ طلبه ويضيع بذلك عليها كثير مما يجب أن تحوزه لنفسها من طاعات وهي صائمة، أعرف سيدات ينمن من التعب وهن ساجدات، وبعضهن لا يستطعن إلا صلاة الفرض، من العدل أن يساعد الجميع وألا يكون العبء عليها وحدها!!• بعض السيدات يدرن على مراكز التسوق، والمولات، بالساعات وإذا دخلن المسجد لصلاة التراويح صلين على الكراسي جالسات، "تعبانين يا حرام"، 8 ركعات صعب!!• عرفت حديثا أن هناك فرقا بين المغفرة والعفو، فالمغفرة أن يسامحك الله على الذنب لكن يبقى مسجلاً في صحيفتك، أما العفو فهو مسامحتك على الذنب مع محوه من صحيفتك وكأنه لم يكن، لذلك نصح الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه أن نكثر من دعاء (اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عنى).• اسم (الكونترول) يعني أن أعمالك في ما أديت من امتحانات بمكان يقول الكلمة الفصل، ذاكرت؟ تنجح، لعبت؟ تسقط، هذا (كنترول) الدنيا فما بالنا (بكنترول) الآخرة حيث لا (دور تاني) ولا دروس تقوية، ولا في الإعادة إفادة؟ على فكرة رمضان أكبر فرصة مواتية لتصحيح الدرجات وقبل أن يقال لنا فات الميعاد!!• ألاحظ أن هناك علاقة بين (الفيمتو) ورمضان، كل عربات التسوق تقريباً بها فيمتو!!• الإحسان، والرحمة، مشاعر لا تشترى، ولا تلقن، ولا تورث، إنها المشاعر الضافية من القلب إلى القلب.• لم تنتبه إلى أن المكياج الصارخ الذي تضعه، والرموش، والمسكرا لا تتناسب ابداً مع نهار رمضان الطارد للشياطين وبلاويهم.• سأل أحدهم صحابيا كيف كان حالكم في رمضان.. أجاب كنا لا نجرؤ على دخول رمضان وفي قلوبنا شيء على أحد، اللهم ارزقنا مسامحة من أساء إلينا وظلمنا.• صلاة قلب• الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، الحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، الحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه، الحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته.• كل عام وأنتم بخير