18 سبتمبر 2025
تسجيللا ندري لماذا ينشط هؤلاء اللصوص والسُرّاق في هذا الشهر العظيم؟ ولماذا همهم الأول والأخير إفساد صوم الصائمين أربعا وعشرين ساعة طوال الشهر المبارك؟ ولماذا يتفننون في بث البرامج والمسلسلات الهابطة والساقطة التي لاهم لها إلا تدمير الأخلاق والقيم، وتخريب الأسر المسلمة الآمنة، وضرب ثوابت ومبادئ المجتمع النابعة من ديننا الإسلامي، وقبل ذلك كله تشويه صورته وتمييعه؟ ولماذا يشغلوننا بالمسابقات اليومية وبجوائزها المالية الضخمة بدلا من أن تذهب هذه الأموال إلى من لا يستطيع أن يفطر على شربة ماء نظيفة؟ ولماذا يتفاعل-للأسف- معظم فئات المجتمع-ولا نعمم- معهم في أي مجتمع-نسأل الله السلامة- مع أنهم يعرفون أن هؤلاء لصوص يسرقون أثمن ما عندهم وهو الوقت؟ وقيمة الوقت في هذا الشهر أعز وأنفس شيء عند المسلم، لأن الحسنات تتضاعف من رب كريم متفضل على عباده بهذا العطاء وبهذه النعم والخيرات، قال تعالى "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ "، أهكذا نقابل هذه النعم وخاصة نعمة أن بلغنا رمضان ونحن في أحسن حال ونتقلب بنعم الله ليل نهار، بأن نسمح لأنفسنا ولأعيننا وأسماعنا وعقولنا أن تتابع هذه البرامج المشينة ونعكف على متابعتها قال تعالى "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لاتُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ"، أين تعظيم هذا الشهر العظيم في جوارحنا وفي بيوتنا وجميع أماكننا، قال تعالى "ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"، أليس الابتعاد وعدم الالتفات لهؤلاء الُسُرّاق واللصوص ومحاربتهم بقدر المستطاع بالآداب الشرعية من تعظيم شعيرة شهر رمضان العظيم ؟ أليس الإكثار من الطاعات وخاصة قراءة القرآن في شهر القرآن بدلاً من الذهاب إلى المجالس فيما لا ينفع سوى السهر واللعب وتضييع أوقاته من تعظيم شعيرة شهر رمضان العظيم؟ أليس ترك الذهاب إلى المجمعات التجارية والأسواق من غير حاجة ولا ضرورة من تعظيم شعيرة شهر رمضان العظيم؟ فمجتمعاتنا الإسلامية والعربية بجميع فئاتها في حاجة للإقبال والقرب منه سبحانه وتعالى في هذه اللحظات والأوقات من عمر أمة التوحيد والعقيدة الصافية النقية، والصراع بين الحق والباطل والعدل والظلم. ففي هذا الشهر من البصائر والخيرات والنفحات لمن أراد أن يرتقي بنفسه وبمجتمعه وأمته سُلّم أصحاب الهمم والنفوس الكبيرة، فيا من تجمع الحسنات تلو الحسنات طوال النهار فلا يسرقك هؤلاء اللصوص السرّاق، ولا تخدعنك ألوان الفضائيات والدعايات الترويجية لها والجوائز المغرية في الليل. فلنقف جميعاً عند حدود الشرع، وما أجمله من شرع! ولا يأتي من يتفلسف علينا ويقول بالترويح بعد عناء الصيام بالنهار بأن نريحها بالليل. ولنردد هذا الدعاء الإلهي القرآني "رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" تدبر وتأمل!."ومضة "نبارك بحلول شهر رمضان المبارك لهذا العام 1436من الهجرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، جعله الله شهر خير وبركة وعز ونصر لأمة الإسلام. اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، وارحم واغفر من غادر الحياة إليك ولم يلحق بهذا الشهر العظيم .