13 سبتمبر 2025

تسجيل

دور البحث العلمي في التنمية المستدامة

15 مايو 2019

البحث العلمي هو المدخل الحقيقي والصحيح لتنمية المجتمع إذ لا يستقيم أن تتحدث عن التنمية بعيدا عن التأسيس لدور البحث العلمي كقاعدة مهمة تنطلق منها كل مشاريع التنمية وبكافة قطاعاتها المختلفة لتعطي نتاجا طبيعيا وضروريا الا وهو تحقيق الرفاه الاجتماعي .. وعليه يكون دور العلم على جميع مستوياته هو العامل الفاعل لتحقيق هذا الغرض .. إن الاهتمام بالمؤسسات التعليمية لابد منه كي نفعل دور البحوث وعلى الدولة أن تتكفل بكل متطلبات البحوث والانفاق والتجهيز الكامل لتحقيق تنمية مستدامة والتنمية المستدامة هنا لها دلالة ومعنى حقيقي انها تكون تنمية استراتيجية تنعكس على حياة الإنسان من تطور وبالتالي تكون متلازمة معه لذلك اخذت من هنا صفة الاستدامة.. والحقيقة أن البحث العلمي يحتاج إلى إنفاق مهول وقناعة ووعي بأنه أمر مهم للغاية والصرف والانفاق عليه مهما بلغ يؤتي اكله بالنفع على المجتمع لا محالة..لذلك تأسيس المعاهد ودور البحث العلمي في الغالب عملية تقوم بها الدولة.. وهذا لا يمنع أن يكون لمنظمات المجتمع المدني دور. ولكن يظل الاعتماد الأساسي على إنفاق الدولة على هذا القطاع.. ونلاحظ أن كل الدول المتقدمة والتي قطعت شوطا بعيدا في التطور والنجاح اعتمدت اعتمادا كليا على دور البحوث العلمية في تفعيل حركة التطور والتي تجاوزت مجتمعاتهم لتنعكس على أسلوب حياة المجتمعات الأخرى .. وذلك مع الفارق أن الدول المتقدمة هي منتجة لذلك وبقية المجتمعات هي مستهلكة سواء كان على مستوى السلعة المعنية أو التكنولوجيا أو حتى على مستوى الإنتاج الفكري.. لذلك يظل بناء العنصر البشري هو الداعم الأساسي لبناء نهضة قومية شاملة على مستوى المجتمع والذي يحتاج لبناء القدرات والتطوير الذاتي للفرد محل التأهيل لخلق ذهنية رفيعة لخلق الابداع وابتكار الجديد والإضافة.. والدعم المادي أمر في غاية الأهمية من جانب الدولة .. إذ إن هناك دولا تضع في ميزانياتها جانبا مقدرا للإنفاق على البحوث العملية والدعم المباشر وتوفير بيئة مناسبة للباحث لكي يكون نتاجه العلمي على مستوى التأهيل .. وهذه المعينات للبحث العلمي مهمة وهي العوامل الأساسية الداعمة له .. البحث العلمي هو باب المعرفة الذي لا تحده حدود إذ أنه حقل التجريب والإضافة لحياة الإنسان ورفاهيته وضمان توفير ظرف افضل لحياته وفق اجود المعايير ..وتحتاج البحوث الى أدوات والى مناهج مختلفة للتطبيق..وهناك عامل مهم جدا وان كانت المجتمعات المتأخرة لا تعيره اهتماما لكنه يشكل العامل الفاعل لتحديد الحقل المعني بالبحث وتهتم به الدول المتقدمة اهتماما شديدا وهو العملية الاحصائية للحوجة والرصد الدقيق والتي على ضوئها يتم تحديد الاحتياج والعمل بشكل صحيح للتطوير وتجميع البيانات والتحليل لاستخلاص النتائج وسواء كان على مستوى العلوم التطبيقية أو النظرية... والشيء المهم أن عملية البحث والتطوير هي مسألة تربوية في الأساس ومن المفترض أن تكون من ضمن اساسيات المناهج الدراسية ابتداء ومنذ سن مبكرة حتى يتمكن الاحساس بأهمية البحث من الشخص المعني ويزداد إبداعا مع تطور مراحله الدراسية.. البحث العلمى هو موضوع كبير ويحتاج إلى دراسات مستفيضة واهتمام حقيقي ووعي فكري عميق بضرورة دوره الفاعل في تحقيق التنمية البشرية المستدامة.