18 سبتمبر 2025
تسجيلمن حق أي واحد منا أن يطمح ويحلم وينشد الأعلى ويتمنى ذلك، فلا ضير ولا خلاف في ذلك طالما أن هذا مشروع، سواءً أكان هذا من رجل أو امرأة - كأن يكون منصبه وزيراً، أو مديراً تنفيذياً، أو مدير إدارة، أو كبير المستشارين ممن يُشار إليهم، كل هذه المناصب وغيرها، سواءً أتت إليه أو سعى إليها سعياً، أو تدرج في الوظائف إلى أن وصل إليها، كل هذا لا يضر ولا يقدح ولا يشوه من شخصيته، ولكن أن ينقلب 180 درجة وتتغير أحواله يوم أن يتسلّم منصبه بعد أيام "فيرفع خشمه، ويشوف نفسه، ويريدك أن تُسلّم عليه، ويصعر خده، أو ينظر إليك نظرة دونية في أنه وصل وواصل وأنت ما زلت في مكانك أو أقل منه وظيفة"-ولا نعمم-.صحيح يا صاحب المنصب لك صلاحيات ونفوذ بحكم طبيعة منصبك وعملك وهذا حق لك، ولكن أن تُحول منصبك إلى تحقيق مكاسب وغنائم وتسهيلات واستغلال نفوذ من لا شيء إلى أشياء، فتصبح أنت الآمر والناهي في كل شيء، وأنت الذي يعيّن ويُقيل، بل وقد يصل الأمر بأن تُطيح ممن كانت لك خلافات أو وجهات رأي مختلفة معه في السابق أو الحاضر-ولا نعمم- ولكن هذا واقع. وقد يقرّب "الربع" ويزيح آخرين ممن لهم كفاءة عالية ومقدرة، ويأتي بغيرهم ممن هو أدنى كفاءة، فقط لأنه من "الربع"، وكذلك ممارسة التمييز والمحاباة حسب الانتماء العائلي في المنصب لهو من الطامة الكبرى في المناصب، كيف لنا أن نحقق الرؤى ويُعمل بالأهداف والمبادرات والمشاريع على أرض الواقع العملي فتنهض المؤسسة وتحرز الجودة في الأداء وتقديم الخدمات والتنافسية؟، إذا كانت هناك فئة من الناس في أي مجتمع ما زالت بهذا التفكير الإداري والعمل السطحي العقيم النفعي فالافتتان بالمنصب صحيح انه مرض يصيب صاحبه، ولكنه قد يعطل حركة المؤسسة ويكثر فيها من الأمراض المؤسسية، فلابد من التخلص منه بتقديم المصلحة العامة المجتمعية على المصلحة الشخصية الذاتية النفعية."ومضة"الشهرة لها لمعان وبريق، والمنصب له صدىً ووجاهة. والموفق من يُحسن التعامل مع المنصب في أنه مسؤولية وطنية مجتمعية، فإذا لم تُحسنه وتصنه فلا عليك إلاّ المغادرة. فلا تجعله يحرق أوراقك فتخسر!.