26 أكتوبر 2025

تسجيل

ماذا لو

15 مايو 2016

لو كانت الأعمال المسرحية مستمرة طوال العام وما كانت موسمية ترتبط بمواسم ومناسبات معينة، ولو كانت كل فرقة مسرحية تملك خشبة مسرح خاص بها لتعرض عليها أعمالها وتملك قاعة خاصة بها تحتضن البروفات التي تمتد إلى أسابيع وأشهر فمحدودية المسارح أثرت في إنتاج الأعمال المسرحية، وأدت إلى تراجعها وهدر جهد الفنان الذي يرتبط بالبروفات مدة طويلة ويلتزم يوميا ويترك الكثير من أولوياته من أجلها وفي النهاية يعرض العمل مرة واحدة وانتهى الأمر والحاجة إلى الدعم ليست هي فقط المشكلة التي يكافح من أجل حلها مؤسسو هذه الفرق، فهناك أزمة أخرى تتمثل في عدم توافر مسارح أو أماكن عرض تساعدهم على استغلال العروض التي يقدمونها بشكل تجاري أو غير تجاري، وما هي المنافذ الأخرى التي تستطيع الفرقة اللجوء إليها من أجل إيصال عروضها للجمهور مرات ومرات، فجمهور المسرح لدينا قليل واستمرارية العروض تلعب دورا كبيرا في تعريف الجمهور بفن المسرح وأنواعه وتبرز المواهب الشابة لتجعلهم نجوما على الساحة، الجمهور الذي تراجع إقباله على المسرح منذ سنوات بسبب اتجاهه إلى السينما، لتتشكل لدينا أزمة مشاهدة، الفرق المسرحية بحاجة إلى الدعم والمسرح لدينا بدأ يدخل عهدا جديدا مع التغييرات والتي نتمنى أن تكون فاتحة خير وأن تأخذ بالفعل كل هذه الأشياء بعين الاعتبار وتكون بداية للنهوض بالمسرح من جديد والدعم الذي أتحدث عنه هنا ليس بالضرورة أن يكون مادياً فحاجة هذه الفرق إلى أماكن تقيم فيها بروفاتها وعروضها أهم من الدعم المادي ولا ننسى أن من هذه الفرق تشكلت أسماء كبيرة وعظيمة، ومن هذه الفرق تشكل جمهور المسرح في كل مكان ومنها تألقت نجوم وصنعت مواهب ونشرت ثقافة ووعيا وجمعت محبي الفن وعشاقه في مكان واحد، وتكفينا المقولة الشهيرة "أعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا" والتي تدل دلالة واضحة إلى أثر المسرح وأهميته منذ القدم للمجتمعات كأحد منابر الأدب والثقافة ومختلف الفنون.