05 نوفمبر 2025

تسجيل

انتخابات الجزائر.. أمل للأفضل

15 مايو 2012

الجزائر بلد عربي غالٍ عزيز علينا جميعاً، فهو بلد صارع للهوية والذات والحفاظ على التاريخ والانتماء وقدم الكثير. وقد منّ الله على الجزائر بثروات وخيرات كثيرة فهي أغنى بلاد المغرب العربي، والكل يريد أن يرى الجزائر وقد وصلت إلى دولة كبيرة تقوم بدورها المأمول لما لديها من إمكانات، فبعد الربيع العربي وما جرى في تونس وليبيا كانت الجزائر تبذل جهداً لعدم حصول أي أحداث لأن الجزائر لديها أعراق وفئات وتركيبة خاصة ومرت بظروف صعبة على يد جماعات العنف، وهي بلد مستهدف من جهات تضع عينها على هذه البلاد وخيراتها، وعندما توافق الجزائريون على الانتخابات تنفس الناس الصعداء حباً للجزائر، وكانت القيادة قد اتخذت قرارات فيها حكمة وبُعد نظر وكذلك المعارضة لاحتواء أي صراع أو خلاف. وفي الآونة الأخيرة حاولت جهات مشبوهة جر الجزائر لحرب في الصحراء جنوب البلاد مع أتباع الطوارق والجماعات المسلحة ولكن الحمد لله إن العقل تغلب ورفض إخواننا الانجرار لهذه المؤامرة التي كانت ستستنزف مواردهم وخاصة أن الصندوق والبنك الدوليين اعترفا بالفائض في الأموال للجزائر. ودعونا نقف بصراحة وأخوة محبين لاخواننا ونقول للحكومة الجزائرية باستمرار الحوار مع جميع الفئات بدون استثناء وعدم اليأس، ونقول للمكونات الأخرى ضعوا في أهدافكم رفض التعصب والعنصرية والقبلية وأن الجزائر هي الأم للجميع وبلد الجميع، والحمد لله شعب الجزائر مسلم وهويته واضحة، وعلى الجيش الجزائري أن يساعد على الحفاظ على وحدة الوطن ويعيش العصر ويمد قادته أيديهم للجميع فهم جميعا أبناء بلد واحد. وعلى الجميع من أحزاب وغيرها حل مشكلة الجماعات المسلحة وأن يتم دراسة أوضاع تلك المناطق والحوار مع أهلها ودعمهم بالبرامج التنموية ودراسة مشاكل المجتمع من الفقر والخدمات كالتعليم والصحة في المناطق النائية والتواصل معهم، إن الجميع يجب أن يتجه في برنامجه الانتخابي للطبقات الفقيرة والقبائل وحماية البلاد وإصلاح الخدمات وتشجيع الاستثمار والتحرر من الاستعمار الثقافي وبقاياه، ومن القيود الاقتصادية التي تعيق المستثمرين ومحاربة الفساد. وأن يسعوا لتحويل الجزائر إلى أكبر قوة اقتصادية وصناعية في بلاد المغرب العربي، فالخير كثير والمعادن والبترول والزراعة، كل هذا سيساعد هؤلاء الشباب على ألا يهاجروا إلى دول أخرى ويموتوا في البحر. هناك جهات تستغل هؤلاء وتقودهم إلى طريق غريب عن الجزائر وأهلها وتاريخهم المشرق، آن الأوان ليتحرر الناس من العنف وعدم الحوار وعدم قبول الطرف الآخر والشراكة الجماعية، لقد اجتازت الجزائر مرحلة خطيرة والحمد لله، ولكن لابد من الاستمرار، وكنت اقترحت عقد مؤتمر لدراسة الظواهر السلوكية للشباب والمهاجرين وأسباب العنف ومعالجتها والاستفادة من الخبراء والعلماء والإعلاميين وأساتذة الجامعات لعمل دراسة في هذا وحل هذه المشاكل والسعي للوحدة الوطنية. مستقبل الجزائر ينتظر من رجاله أشياء مهمة، وهي تحديد الهوية والمحافظة عليها ورفض العنف والوحدة الوطنية والبناء الاقتصادي والتنموي، ودور الجزائر في بلاد المغرب وإحياء دورها في وحدة المغاربة، إن الجميع يتطلع إلى موقع شجاع ومبادرة شجاعة لحل المشاكل مع المغرب والحوار وفق المعقول وتجاوز الماضي والمعوقات. الجزائر اليوم أمام تحدٍ كبير، فلا يجوز لأحد أن يجعل تفكيره الوصول للسلطة والرئاسة فقط، وإنما في هدف أسمى من كل شيء هو الدور القيادي والتاريخي للجزائر، الجزائر ممكن تكون سفيرة العالم الإسلامي إلى أوروبا، وخاصة من خلال موقعها وأن تؤدي دوراً ريادياً في بلاد الساحل وخاصة أنها تقوم بجهود تنموية في هذه المنطقة ودور إنساني لا يمكن تجاهله. آن الأوان لجزائر عبدالقادر وبن باديس والبشير الإبراهيمي وأحمد بن بيلا وجميلة بو حريد وخديجة بن قنة ومريم أوشايت وكل أهل الفكر والريادة. فالجزائر بلد مليء بالخبرات والطاقات التي بإمكانها أن تقدم الكثير. الشعب الجزائري يتطلع إلى الانتخابات على أن تقدم الجديد لحل مشكلة المواطن، ولا يريد شعارات وخطباً حماسية وألا ينحصر الدور في تحقيق أمجاد شخصية أو تصفية حسابات. على أهل الجزائر تجاوز الماضي وآلامه وأن يبدأوا صفحة جديدة للجيل القادم، وأن يدرسوا ويعتبروا بما جرى للآخرين، وألا يسمحوا لأفكار التطرف وثقافة الكراهية والأفكار الدخيلة على بلادهم وثقافة العنصرية أو الجماعات التي تستقطبها دول لها أجندة حاقدة طائفية لتمزيق بلادهم، رسالة المرشحين الجزائريين هي الجزائر أولاً المواطن والشباب والتنمية والأخوة والمحبة. وفق الله الجزائر وأبناءها.