11 سبتمبر 2025

تسجيل

الغيور على دينه يجعل من بلاده الأجمل

15 أبريل 2024

المتابع لنهضة «قطر» لا سيما الاقتصادية والاجتماعية وفق الاستدماج المفاهيمي التنموي القائم على «عدالة التوزيع ووفرة الإنتاج»، وخط سيرها التصاعدي العام وتحول «الدوحة» قبلة لناشدي الاستقرار والسعادة ومحبي الجمال، يجد أن أوكسير النجاح خلفه رؤية قائد غيور على دينه محب لشعبه ووطنه. إن مجمل الخيارات السياسية والاقتصادية الصائبة لدولة قطر تنبع من هذه الرؤية الحضارية العميقة وعلى هذا الأساس ترسم السياسات العامة الداخلية والخارجية منها، وبشيء من الاسقاط للبحث التالي قد يفوح بعض من عطر ذلك الأوكسير. سأل أحدهم رئيس قسم الدراسات الإسلامية في إحدى الجامعات اللبنانية: هل تُعلم طلابك وتحضُّهم على دعوة غير المسلمين للإسلام ؟ أجابه: لا، لا أطلب منهم ذلك، وأنا أُدرس مادة الأديان منذ ثلاثة عقود. فسأله الضيف كيف ذلك ؟ أجابه: إني أحضُّهم على جعل فندقهم أفضل من فندق الآخرين، عندها، لأنه الأجمل سيقصده غير المسلمين، تماماً كما هو حاصل منذ فترة وإلى الآن يترك المسلمون ديارهم وأهاليهم مهاجرين إلى دول غير مسلمة، لأن أهلها جعلوا منها الأجمل، وقلما يوجد من أعطى تأشيرة قبول للهجرة ولا يهاجر. إن طبيعة الإنسان تطلعه لما يسعده ويريحه، والأدنى يتوق شوقاً للأعلى، وهكذا تأخذ المنافسة مداها الأبعد. إن الغيور على دينه ويحب دعوة الناس إليه فالطريق واضحة: ليجعل من بلاده الأجمل ومن شعبه الأغنى، فالمحتاج لن يكون حراً، بل هو طوع إرادة من يطعمه ويؤويه، وليزرع الورد في ربوعه، وينثر العطر في فضائه، وليقم مراكز للأبحاث في كل ما تحتاجه البشرية، وليجعل شعاره: ماذا يجب فعله غداً وبعد غد … وإلى نصف قرن عند ذلك سيأتيه ناشدو السعادة ومحبو الجمال أفواجاً لا بل يرجونه منحهم تأشيرة دخول ليتفيأوا تحت ظلال أشجاره لينعموا بدفء شمسه وليطمئنوا بحنان وكرم وأمن شعبه ويتسابقون على اعتناق دينه. إن القفز فوق المآسي والتخلف ودعوة الآخرين إلى حضارتنا قبل إصلاحها يصنف مرضاً من منظور علم النفس، ومن حاله كذلك فعمله غير مجد، وإقناع الآخرين يكون بالنموذج الماثل المشاهد وليس بالجدل الكلامي، والضعيف يُهمل كلامه. كما أن الفقر يؤدي إلى الهزيمة النفسية ثم إلى طلب الحاجة هذا هو الفخ الذي تم نُصب لمجتمعنا حتى تموت في نفوس أهله الأنفة والشموخ والتمسك بالقيم الفاضلة. الواقع القطري المستقر وقرارها المستقل في محيط مضطرب، مكن الدوحة من مراكمة إنجازاتها والانتقال لمد بصرها نحو أبعاد رسالية تعود بالمزيد من الخير والازدهار على الداخل القطري والمحيط الاقليمي والدولي الإنساني، يتضح ذلك على سبيل المثال لا الحصر،من نتائج استضافتها المونديال الابرز للمستديرة الخضراء، وما يشار اليه وقد تحولت الى قبلة الوساطات وشريك فاعل في السياسة الدولية. وقد أرسى الدستور الدائم لدولة قطر أسس مجتمع يرتكز على قيم العدل والإحسان والحرية والمساواة ومكارم الأخلاق وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين. ويحدد الدستور العدالة الاجتماعية كأساس لتنظيم المؤسسات الاقتصادية والعلاقات بين صاحب العمل والعامل، كما يحدد التزام الدولة بتحسين التعليم والصحة والحماية الاجتماعية الفعالة بالإضافة إلى تمكين المرأة. وقد تم تضمين العديد من المبادئ القائمة على الحقوق الاساسية في بنية التخطيط القانوني والمؤسسي والتنموي لدولة قطر، بما في ذلك رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية 2011-2016. تصنف الأمم المتحدة قطر دولة ذات تنمية بشرية عالية جداً إذ أنها إحدى الدول العربية الأكثر تقدماً في مجال التنمية البشرية. وتُصنّف قطر الدولة ذات أعلى دخل للفرد في العالم. تعد قطر لاعباً رئيسياً مؤثراً في منطقة الشرق الأوسط.