12 سبتمبر 2025

تسجيل

السفير أهندا الصديق الوفي

15 أبريل 2022

يا منايا حوّمي حول الحِمىِ واستعرضينا وأصطفي كل سمحِ النفسِ بسامِ العشياتِ الوفي الحليمِ العفِّ كالأنسام روحاً وسجايا لقد غيب الموت يوم ٤ أبريل الماضي أحد أعز أصدقائي، السفير باتريك بادي أهندا سفير جمهورية كينيا في دولة قطر. إن النفس لتأسى والقلب ليحزن، لكن لا نقول إلا ما يرضي الله. كان السفير أهندا من أنشط الدبلوماسيين في الدوحة بشهادة أهل قطر، لقد شهدوا له بدماثة الخلق وطيب المعشر، وقوة التواصل الجميل معهم في الأفراح والأتراح، مع المسؤولين والمجتمع المدني العريض على حدٍ سواء، بنى جسور التواصل وعمق العلاقات خلال فترة وجيزة من تكليفه بالمنصب، وخلال أقل من ثلاث سنوات بات معروفاً للجميع بتحركاته ومشاركاته وحضوره في المناسبات الرسمية والعادية، وسط مجتمع الأعمال وأهل الثقافة والرياضة والفنون، كان شعلة من النشاط والحيوية رغم سني عمره التي بلغت السبعين، سباقاً في التواصل والوصول لحضور المناسبات الاجتماعية التي يدعى لها حتى في أبعد مناطق الدوحة في أقصى الشمال، أصبح مألوفاً ومعروفاً بحضوره الدائم وخفة دمه والابتسامة العريضة التي لا تفارقه. كنت اعتبره صديقاً مقرباً وأخاً كريماً عندما أكون في الدوحة ألتقيه، وكان لقاء زوجته بزوجتي وأبنائه مع أبنائي مؤثراً جداً وإن دل على شيء فإنما يدل على عمق العلاقة بين العائلتين، كان يستشيرني في كل صغيرة وكبيرة، كيف يدخل على المسؤولين والمجتمع القطري، ولم يمض وقت طويل حتى رأيته قد وثق علاقاته مع الجميع، فوجدته حضوراً لافتاً بالزي القطري في المناسبات العامة والخاصة. كدبلوماسي مزج السفير أهندا، بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الاجتماعية في أبهى صورها، وبذلك ترك أثراً لن ينمحي في نفوس القطريين، وسوف يتعب من يأتي بعده، سخر كل خبراته وقدراته التي اكتسبها أثناء عمله السابق كعضو بالبرلمان الكيني في الفترة من عام 2013 ـــــ2017م، وخبرته أثناء نشاطه كسياسي بارع في حزب الحركة الديمقراطية البرتقالية بزعامة السيد رايلا أودينغا وكقائد طلابي وناشط سياسي ورجل أعمال ومعلم ــ في تعزيز العلاقات القطرية الكينية ورفعها إلى مستوى عال، كان خير سفير لبلاده ومثلها أفضل تمثيل. إنني إذ أعبر عن حزني على وفاة صديقي العزيز السفير أهندا، انتهز هذه الفرصة أيضا لأبلغ خالص التعازي لفخامة الرئيس أهورو كنياتا ـــ رئيس جمهورية كينيا الصديقة، ولوزارة الخارجية ممثلة في السيدة راتشيل أومامو، وزيرة الخارجية، ولزملائه الدبلوماسيين داخل وخارج البلاد، وللمسؤولين الكينيين، ولزعيم الحركة الديمقراطية البرتقالية، السيد رايلا أودينغا، ولأسرته الصغيرة، ولعموم الشعب الكيني على هذا الفقد الجلل، ولكن عزاءنا ما تركه من إرث كبير في العلاقات الثنائية التي تزدهر يوماً بعد يوم، وتظل أسرته الكريمة محل ترحاب دائم في الدوحة لزيارة أسرتي ولقاء الأصدقاء هناك.