18 سبتمبر 2025

تسجيل

الأوقات الصعبة ستمضي

15 أبريل 2020

ونحن نعيش جائحة كورونا.. تواصل معي أحد الأصدقاء قبل أيام.. وبالطبع التواصل كان " عن بعد " ودار بيننا حديث حول أحداث الساعة. •قال لي هذا الصديق: هل ستستمر الأزمة طويلا؟. وإذا استمرت فكم من الأسابيع أو الشهور أو السنوات ستستمر؟. وما هي الدروس التي علمتنا إياها هذه الكارثة التي عمت العالم أجمع؟. •ويواصل: هل ترى أن النظام العالمي سيتغير ويزول كما زال الاتحاد السوفيتي من الوجود في لحظة من لحظات عام 1990 م؟. وما دور كل مواطن ومقيم في الاحتراز من كل ما يحدث من حولنا؟.. سواء كان ذلك من خلال: -الأمن الغذائي -أو الاستعدادات الطبية اللازمة -أو التخطيط المستقبلي للتركيبة السكانية -أو كيفية التعامل مع هذه الجائحة الصحية التي عمت كل أقطار الخليج دون استثناء؟. -وإذا اختلفت دول المجموعة الأوروبية في أزمة كورونا عام 2020 م فهل نلوم منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي اختلفت فيما بينها عام 2017 م بعد الحصار الظالم الذي وقع ضد قطر بمؤامرة مكشوفة لا تحتاج منا إلى أي دليل؟.. بالرغم من أن هذا الخلاف ليس الأول بل حدث مثله الكثير من الأزمات عبر مسيرة المجلس الذي يمر على تأسيسه عام 2021 م أربعة عقود من الزمان؟!. * ويضيف متسائلا: يا صديقي.. الكارثة ليست محلية.. وليست إقليمية.. بل هي ظاهرة عالمية.. عمت كافة مجتمعات العالم دون استثناء.. وإذا كان العالم يتطلع إلى إيجاد المصل الذي سيحل الأزمة ويقضي على الوباء القاتل فإن هذا الشيء ليس هو الحل بل هو مقدمة لأحد الحلول.. فالعالم مقبل على أزمة اقتصادية خانقة لا نعلم إلى متى ستستمر؟ ومن سيتكبد خسائرها؟ وما هي النتائج الاجتماعية والتربوية التي ستنعكس على كافة مجتمعات العالم من حولنا؟. ويعقب خذ على سبيل المثال: الولايات المتحدة.. لم تكن في صدارة المشهد الكارثي في بداية الأزمة.. بل كانت الصين ثم تبعتها إيران ثم إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا في عدد الإصابات والوفيات.. ثم حلت أمريكا فجأة ودون أي مقدمات إذ تقترب الإصابات والوفيات بفيروس كورونا إلى نسب عالية وهي في ازدياد.. ويرشح الخبراء بأن العدد سوف يتجاوز المليون إصابة وحالة وفاة أو أكثر – لا قدر الله – خلال أسابيع.. وأن الرقم سيتزايد كذلك في البلدان الأوروبية.. حتى لو كان هناك بعض التفاؤل في انحصار العدد إلى أقل مما عليه الآن وهي مجرد توقعات فقط؟!. •ويختم بقوله: عليك أن تعلم بأن دولة قطر حكومة وشعبا كانت من الدول الأولى على المستوى العربي التي ضربت المثل في العمل على تجاوز الأزمة عاجلا أم آجلا بسبب حرص هذا البلد على التخطيط لها مبكرا من حيث الإمدادات وتجاوز كافة السلبيات وتوفير العاملين المادي والمعنوي لمستلزمات الكارثة الطبية.. أضف إلى ذلك المستوى عالي الجودة في التعامل مع المجتمع وتوجيه الرأي العام وحث كل مواطن ومقيم على الالتزام في البيت وعدم الخروج منه إلا في الحالات الضرورية.. وهذا التوجيه ساهم في تقليل آثار الأزمة وعدم تفاقمها خاصة أننا تصدينا لها وهي في مهدها. كلمة أخيرة: حتما ستزول الأزمة بتحدياتها وصعوباتها.. فكم مر على قطر من أزمات.. تلو الأزمات كنا فيها مثل الأسود التي تصدت لها بكل ما نملك من قوة.. فنحن شعب " كعبة المضيوم " لا تهزنا الرياح ولا تعصف بنا الأقدار دون العزم على مواجهتها بكل بسالة.. وهكذا كنا وسنبقى إلى أبد الدهر.. حفظ الله قطر من كل مكروه.. اللهم آمين. [email protected]