عمر - رضي الله عنه- وبيت المقدس

لم يعقد له مؤتمرات عربية أو إسلامية أو دولية، ولم يعقد له اتفاقيات، ولم يجلس على طاولات المفاوضات، ولم يعقد معهم وقادته صفقات القرن الهجري على حساب بيت المقدس الشريف، ولم يسرع إلى كبت حريات أهل بيت المقدس، ولم ينتهك الحرمات، ولم يصادر الأراضي والأملاك والأموال، ولم تطل عليه الأيام والسنوات حتى يفتح بيت المقدس، ولم ينتظر معونة ودعم قيصر، ومساندة ومدد كسرى، ولم يجلس معهم في جلسات سرية في سراديب تحت الأرض، ولم يرفع له الشعارات وأجمل العبارات، ولم يكثر في حقه الخطابات في المؤتمرات وفي الأخير توصيات، ولم يعقد له المهرجانات، ولم يفتتحه بالآهات، ولم ينم قادة الفتح على خيولهم. والوثيقة العمرية (العهدة العمرية) -رضي الله عنه- لها مكانة في تاريخ هذه الأمة وحضارتها ووجدانها حتى هذه اللحظة وإلى أن تقوم الساعة، لما فيها من العدل والحكمة والرحمة والإنسانية والحرية المنضبطة بضوابط المنهج الإلهي، والهدي النبوي العالمي، تسامح الأقوياء، لا تسامح الضعفاء المنبطحين، تسامح العزيز لا تسامح الذليل المهان، تسامح الوفاء لا تسامح يحمل الغدر والخيانة وانتهاك الأعراض. الوثيقة العمرية -رضي الله عنه- فيها من "الأمن والأمان على الأنفس والأموال في الإقامة فيها أو الخروج منها، ومن في دور العبادة من أهل الكتاب، لا إكراه ولا ضيم عليهم، اليهود لا مكان لهم فيها،..."، وغير ذلك من القيم والأخلاق التي تحملها هذه الوثيقة العمرية رضي الله عنه. هذا هو عمر بن الخطاب الخليفة الراشد العادل أمير المؤمنين -رضي الله عنه وأرضاه- وهؤلاء هم قادة الفتح والولاة والأمراء في عهده رضي الله عنهم أجمعين. فهل تعطى وتدرس هذه الوثيقة العمرية -رضي الله عنه- لطلاب المدارس والجامعات في جميع التخصصات، ومراكز التدريب للتنمية الحكومية والخاصة، ومراكز القيادات في عالمنا العربي والإسلامي، وتعطى أهمية في المتاحف باللغة الأم العربية وبالإنجليزية وبقية اللغات؟!. عمر الخليفة الراشد وقادته الكبار رضي الله عنهم يعلموننا كيف تكون العزة والعدل والمعنى الحقيقي التطبيقي الممارس للإنسانية في جميع مناحي حركة الحياة!. ◄ ومضة سيأتيك مثقف دعي الثقافة، ومفكر استراتيجي لا مثيل له، وإعلامي ساقط ويقول: أنت في أي عصر تعيش؟! انتهى الدرس!. [email protected]