18 سبتمبر 2025
تسجيلالله أكبر الله أكبر الله أكبر نداء يرتفع في السماء معلناً هوية المجتمعات الإسلامية معلناً شهادة التوحيد جامعاً لأعظم شعيرة دالاً عليها منادياً بالله أكبر فما يزال العبد يتقلب في أطوار حياته لاهياً فيأتي النداء مذكراً بالله أكبر فإذا دخل وقت الصلاة احتاج إلى ما يحثه عليها ويرغبه فيها، فكان الأذان هو المرغب إلى أدائها والمحرك للهمة إلى اجابة ندائها. فكان أول لفظ يقرع منه (الله أكبر) زاجرا عن الاشتغال بما هو دونه إن كلمات الأذان تحمل معاني عظيمة لحقائق مهمة كبيرة ينبغي ألا تغيب عن الأذهان فيذكرنا بها نداء الأذان بصفة مستمرة. إنه نداءٌ سيقطع على الكون صمته... أعماله... نومه... أفكاره؛ ليصدح في كل أذن، ويهمس في قلب كل محبٍّ. هو نداءٌ سينادي الكل،. سيُنبِّهُنا، سيعلمنا، سيعطينا دروسًا مهمةً أهمها: أن نعرض عن الصغير (الدنيا وما فيها) ونقبل على الكبير (الله وما عنده). فهل حرك النداء فينا يومًا هذا الشعور؟ هل استشعرنا يومًا عند سماع أول كلمةٍ من النداء أن الدنيا كلَّها – بتفاصيلها – سنجعلها خلفنا ونقبل فقط على الله؛ لنلبي النداء ونؤدي المنادى له (الصلاة). إنه نداء يشعل في قلوبنا تعظيم الله – جل جلاله – وتحقير ما سواه بأول كلمة منه، ألا وهي: (الله أكــــــبر)! فهل في الكون أكبر من الله ؟!! يذكّرنا الأذان بشهادة الحق: بأفضل عبادة وأجلها: بتوحيد الله، وتفرده بالألوهية والربوبية مستحقًّا لذلك وحده، ثم برسالة مــحــمــد – صلى الله عليه وسلم –: بالجزء الثاني من الشهادتين، مقرًّا له بالنبوة، مصدقًا له في الرسالة، مقتديًا به في الأعمال، وخاصة في الصلاة مجاهدًا نفسه على أن تكون الصلاة قرة عين له، كما كانت كذلك لقُدوته مـــحـــمـــد – صلى الله عليه وسلم –. ثم إن هذا النداء بعد أن ذكرنا بعظمة الله وأرسى قواعد الإيمان في قلوبنا، صرح لنا بالمنادى له (الصلاة) فالصلاة تصديق عملي بالشهادتين مرغِّبًا فيها حاثًّا عليها واصفًا إياها أنها هي الفلاح والفوز في الدنيا وفي الآخرة وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل الأذان : لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا. ولما كان أذان الفجر وقته عادةً يسيطر علينا سلطان النوم وتُثقلنا عُقَد الشيطان، فلا يسهل علينا القيام بَيَّنَ لنا خيرية الصلاة (الصلاة خيرٌ من النوم)، . فإذا فرغ المؤذن من أذانه يسن للسامع أن يقول «اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة أتِ محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته » وإذا تأملنا هذا الدعاء، نجده تلخيصا لدعوة الإسلام، ثم إعلاما بدخول وقت الصلاة. فإذا أجاب المسلم المؤذن وحضر إلى الصلاة، فقد صدَّق بالحق وامتثل للأمر فجمع شرطي الفلاح. ثم يُختَم النداء بالتكبير والتوحيد أيضا كما بدأ لافتا الانتباه لعظمة الله بعظمة الكلمات الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. بعد هذا كله ... فهل سنلبي النداء ؟؟!!