29 أكتوبر 2025

تسجيل

المشهد السوري... بين الانتخابات والمفاوضات..ومصير الأسد!

15 أبريل 2016

لابدّ لأيّ تحليل سياسي واقعي أن يكون ذا إلمام مناسب لرؤية الزمكان والحال الشخصي والظرف الذي يأتي الحدث في إطاره، ونحن هنا في معرض لمحة بصيرة عن الانتخابات الجديدة لاختيار 250 عضوًا في مجلس الشعب السوري بدمشق، حيث جرت الأربعاء الماضي بقرار من السفّاح بشار وذلك للاستعجال في الوقت نفسه الذي تجري فيه المفاوضات بين طرف اللانظام وطرف الثورة المجيدة في جنيف وكأنه يستبق الحدث، بينما يكرر الثوار مطلبهم بوجوب الانتقال السياسي بهيئة جديدة كاملة الصلاحيات كما أقر مجلس الأمن والقرارات الدولية وأكد ذلك "ستيفان ديميستورا" المبعوث الأممي للنكبة السورية، وكذلك النظر في مصير الأسد حيث تُصر هيئة الثورة السورية ألا يكون له ولمن تلطخت أيديهم بدماء الشعب مكان في المرحلة الانتقالية، بينما تُصر العصابة المجرمة -هربًا من المحاسبة- أن الحديث عن الأسد خط أحمر! ! وعليه فإننا نقول: أولًا: الانتخابات النيابية الجديدة: إننا كسوريين ونحن نعرف طبيعة بلادنا وشخوصها نعيد التذكير أن هذا الاقتراح هو اقتراح روسي إيراني -كما هي البراميل المتفجرة- ولذا فإن هذين البلدين يدافعان عن مصالحهما وبشار، لا عن الديار! وعن استمراره حتى 2021 م حيث تنتهي المدة، لكن يجوز له أن يترشح للرئاسة!! وهذا ما ذكره "أكبر علي ولايتي" مستشار المرشد الإيراني..لأنهم يزعمون أن الانتخابات البرلمانية ستؤدي إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وفيها سيفوز الأسد بتجديد البيعة أو تأكيدها على غرار الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2014 م، وكيف تمّت فبركتها فحاز فيها على 89% مع أن العالَم لم يعترف بها بتاتًا، سيما الأمم المتحدة ولكن هرول إليه شريكاه على ادعاء أنه استدعاهما للإشراف على الانتخابات، ونحن لا ندري كيف يكون ذلك إذا كان الخصم والحَكَم واحدًا!! ولأن المؤامرة أكبر من ذلك وإن وراءها الصهاينة والأمريكان والغرب فقد غضّوا الطرف، بل صرّح الصهاينة أنهم لا يريدون غير الأسد! طبعًا لأنه هو الذي لم يطلق ولا أبوه رصاصة واحدة ووسّع المستوطنات في الجولان وهجّر الشعب إلى البر والبحر ولم يرحل وفقًا لأمر أسياده منذ أتَوا به، ولأنه شبيه أبيه في القمع ترهيبًا وترغيبًا فلا ننسى إجابة أحد دكاترة الشريعة في دمشق وقت انتخابات حافظ الأسد الأخيرة للمذيع: هل تجدد انتخاب سيادة الرئيس؟ فقال: يا عجبًا وكيف نجدد، نحن نؤكد!! وهل ننسى ما قاله الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" في حقهما: "لقد انتقلت السلطة من الأب إلى الابن انتقالًا سلسلًا!" وزادت وزيرة خارجيته "مادلين أولبرايت" لمّا سألوها عن بشار: إنه يعرف ماذا سيعمل!!" وما قاله رئيس الموساد الإسرائيلي السابق: إنه رجل إسرائيل في دمشق! وما قاله بوتين عبر تدخله في سوريا: إنه قادم لحماية الأسد، وذلك بعد لقائه نتنياهو! وبعد ما قاله بشار نفسه لأسياده: كل شيء نقبله إلا أن تمسوا نظامي! فأين الانتخابات والرقابة النزيهة! ولذلك فإنهم يكتفون بالأقوال لا الأفعال ويكفي أن نعلم اليوم فيما سمّي الهدنة أنه تمّ 2000 اختراق، وفي شهر مارس وحده رُمِي على الشعب 420 برميل متفجرات كل برميل يزن طنًا كما أفاد العميد أسعد الزعبي.ثانيًا: المفاوضات: إننا نعتبر أن الثوار -رغم كل المعوقات- يعتبرون أن قطار جنيف قد يكون مفخخًا عليهم، ولكنهم مضطرون لحضوره بُغية إقامة الحجة أمام المجتمع الدولي، بينما عصابات بشار وشركاؤه يستقبلون كل جنيف سياسي بالتصعيد العسكري كما فعلوا هُم والروس مؤخرًا بشكل فظيع، لذلك يعتبر بعض الساسة أن وجود الثوار فرصة تاريخية حتى لو فشل المؤتمر، فالأهمية في أن بشار غدا في حكم الميت سياسيًا، ونحن نكرر أنه لولا الروس والمجوس لطارت الرؤوس! بل إن هذا ما أكده بعض قادة الطائفة العلوية بوثيقة "الإصلاح" مفضّلين عدم إعلان أسمائهم خوف البطش بأهليهم، واستجابة لما بقي من ضمير. وإنْ صدق ديميستورا أن المحادثات السياسية سوف تفضي إلى نقل سياسي -وإنْ كنا نقول إن الشيطان يكمن في التفاصيل- ونزيد: إذا كان سرابًا فلعل الخطة (ب) بتزويد المعارضة بالسلاح حتى المضاد للطيران ربما يفيد ميدانيًا، وقد أكد الثوار حرصهم وحنينهم للإفراج عن المعتقلين وفكّ الحصار.ثالثًا: مصير الأسد: عجبًا أن إيران تقوم بالمشاريع الانتخابية فلماذا تدافع عن الأسد إلى الأبد حتى قال خامنئي: إن بشار مثل الولد البار لي!! أبعد كل هذه المجازر في الشام؟ وكذا روسيا بقواعدها حتى غدت احتلالًا نجسًا، فما الحفاظ من قِبل هؤلاء على الأسد خصوصا "نتنياهو" إلا دليل ساطع على أن رتبته عندهم فوق ما يَتصّور الجميع، وإنما سياستهم في شعبنا الذبيح: قولوا ما شئتم ونحن نفعل ما نشاء ولكن الله من ورائهم محيط.