31 أكتوبر 2025

تسجيل

قبل أن تلغي غيرك 1

15 أبريل 2014

دون مقدمات وكثير شروحات، فإن ما يحدث على سبيل المثال لا الحصر في بعض المجتمعات الكبيرة العربية مثل المجتمع المصري أو التونسي أو السعودي وكنماذج يمكن أن نستشهد بها في سلسلة مقالات نبدأها اليوم ، فإن مسألة إلغاء الاخر أو ظاهرة الإقصاء بدأت مؤرقة بل وتكبر يوماً بعد يوم في المجتمعات العربية ، وتجد حولها عوامل دفعها وتضخيمها الى درجة عميقة مؤثرة ، سواء من قبل المؤسسات الرسمية أو حتى أفراد مؤثرين بمجتمعاتهم ، وهذا أمر بات يخيف الكثيرين ويخشون أن تتعملق بعد حين من الدهر قصير. الإقصاء أو إلغاء الآخر وبتعريف بسيط مختصر أرجو ألا يخل بالمعنى كثيراً ، هو احتكار فئة ما في المجتمع لحقيقة أو حقائق معينة دون الآخرين ، والاعتقاد بأن الإلمام ومعرفة تلك الحقائق قاصرة عليها دون غيرها ، وأنه بالتالي يجوز لها أن تبعد الآخرين عنها لعدم فهمها وإلمامها الكافي بجوهر تلك الحقيقة ، بغض النظر عن جوهر وماهية تلك الحقيقة، أكانت دينية أم سياسية أم اقتصادية أم غيرها من حقائق الحياة المتنوعة التي نتأثر بها بصورة وأخرى. لنضرب على ما نقول بعض الأمثلة لكي تتضح معالم المشهد الذي أريد التوقف عنده وفتح باب النقاش حوله .. خذ المثال الأول الذي يبدو على شكل ما يجري في مجتمع كبير مثل المجتمع المصري أو المجتمع السعودي ، وبالطبع نفس الظاهرة موجودة في غيرهما من المجتمعات العربية ، ولكن فقط أردتهما كأمثلة ربما هما أوضح من بقية المجتمعات في موضوع الإلغاء أو الإقصاء. هناك فئة معينة تعتقد أن فهم الدين مقتصر عليها ، وقد يصل بها الزعم والظن أنها الفرقة الدينية الناجية التي بغير فهمها لن ينجو أحد ، ومصير البقية إما الامتثال لما هي عليها من فهم أو الخروج من الملة كنتيجة حتمية لعدم الاستيعاب والفهم! وبصورة أخرى ، ترغب القول في ضرورة تقسيم المجتمع الى فرقتين ، لا ثالث لهما. فرقة ناجية خيّرة ، وأخرى هالكة شريرة ، أو هكذا قد يصل الفهم عند أفراد تلك الفئة ، التي تمارس الإقصاء بصورة وأخرى ، سواء أكانت تدري أم لا تدري .. ولحديثنا بقية نكملها بالغد إن شاء الله.