19 سبتمبر 2025

تسجيل

الزحمة خانقة

15 أبريل 2013

من الواضح أن شوارع قطر، الرئيسية منها والفرعية،  داخل مدينة الدوحة تحديداً وخارجها أيضاً، تشهد ازدحاماً مرورياً خانقاً، ليس في أوقات الذروة فحسب، بل حتى في أوقات أخرى. هذا الازدحام المروري الكثيف مرشح أن يستمر، على الأقل في السنوات القليلة المقبلة، رغم الجهود الكبيرة والواضحة التي تقوم بها الدولة في تطوير وتحديث شبكة الطرق، وبناء الجسور والأنفاق، من خلال مشاريع طموحة، رصدت لها مليارات كثيرة، تهدف إلى ربط كل مناطق قطر ببعضها البعض. أسباب كثيرة أدت بشوارع قطر لأن تكون مزدحمة بهذه الصورة، لعل أهمها غياب التخطيط السليم ذي البعد الاستراتيجي طويل الأمد. كما أن الدولة تشهد نموا اقتصاديا، وطفرة عمرانية كبيرة، صاحبتها قفزة كبيرة في عدد السكان الذي يلامس الآن حوالي المليوني شخص، وزيادة مطردة في عدد المركبات الخفيفة والثقيلة، لم تستوعبها اطلاقا شبكة الطرق لدينا. والإشكالية الكبرى أنه حتى مشاريع الطرق الحديثة التي تم إنجازها مؤخرا، تعاني من ازدحام مروري كثيف، وبشكل خاص عند مخارج الأنفاق والجسور والانعطافات، مما يؤكد أن الخلل مرجعه أساسا سوء التخطيط. ورغم أن الصورة تبدو سوداوية لدى الجمهور بشأن القضاء على مشكلة الازدحام المروري، فإن هذه المشكلة في سبيلها للحل، ولكن للأسف ليس قريبا، فتطوير شبكة الطرق الطموحة في قطر يستدعي وقتاً كبيراً للإنجاز. وفي ظل عجز شبكة الطرق الحالية، بما فيها الحديثة منها، عن استيعاب النمو المتزايد لعدد السكان والمركبات في الدولة، فإن حلولا أخرى يجب أن تتبع للتعامل مع هذه الزحمة الخانقة، ومنها ما يتعلق بمواعيد العمل والدراسة، وتشجيع استخدام وسائل النقل العام وتحديدا من قبل طلاب المدارس، وتبني نظام العمل عن بعد. نحن نواجه مشكلة تؤثر سلبا على حياتنا اليومية، وعلاقاتنا ونفسياتنا، تستدعي تعاون الجميع للتخفيف من آثارها حاليا، على أمل أن يتم القضاء عليها مستقبلاً عند استكمال مشاريع الطرق، وبدء استخدام القطار ووسائل النقل العام.