09 أكتوبر 2025
تسجيلقطر تمكنت من إدارة أزمة الفيروس بسلاسة الصين تمكنت من لجم كورونا فيرس في وقت شكك العالم في قدرتها على التعاطي مع انتشار الوباء، وهي اليوم تقدم المساعدة لإيطاليا بعد أن كانت اوربا تنظر لآسيا على انها لا تملك الامكانات التي تؤهلها لتكون لاعباً دوليا، وان آسيا مجرد مقلد لما ينتج في الغرب، ونتيجة للصورة الذهنية عن آسيا و العالم لم تستطع دول العالم تطوير النظام العالمي الذي ورثه العالم بعد الحرب العالمية الثانية وورثت فترة الاستعمار و تكون صورة ذهنية عن عالم غادر مسرح الزمن لكن فيروس الكرونا كشف عن عالم جديد تخلق خلال العقود الماضية و إن بدأ بسبب تدني تكلفة الانتاج مما دفع الكثير من الشركات لإنشاء مصانعها في آسيا و في الصين خاصة ولكن طورت بلدان آسيا قدراتها و إمكاناتها وأصبحت رائدة في مجالاتها، لكن الصورة النمطية في ذهن الغرب و امريكا ظلت جامدة، حاول العالم تغير تلك الصورة ولكن اصدم في الطبيعة الانسانية تحتاج دول العالم ان تثبت قدراتها و عبقريتها، فتقدمت الشركات الآسيوية بالمنتج تلو المنتج و الابداعات التقنية لكن ظل النظام العالمي عصيا على التحول على محاكاة الواقع لكن لأسباب نفسية استعلائية ظل الغرب غير قابل او غير مهيأ لقبول شراكات من قبل دول العالم، فالغرب مازال يعيش الماضي و لا يرضى بمشاركة دول كان يستعمرها منذ عقود كيف يقبل ان يجلس على طاولة سواسية و دول العالم، لكن الصين اليوم تفضح هذا التعالي و تهب لمساعدة اوربا العاجزة و تقدم خبرات طواقمها الطبية بعد نجاحها في تطويق الفيروس في الصين، تقوم الصين بهذا العمل الانساني في اللحظات التي نأت امريكا بنفسها عن اوربا بل اتخذت القرار منفردة مع ما يعني ذلك من تبعات على الاقتصاد الاوروبي و معنويات الشعوب الاوروبية فهي حليف اوربا فكيف يتخلى عنها في اصعب الظروف، لكن امريكا ترسخ فكرة عدم الثقة بها بشكل مستمر، كيف سيكون العالم بعد ان تنقذ الصين اوربا من كابوس الكرونا هل سيفتح هذا لتحالفات بين اوربا و الصين هل ستخسر امريكا شريك الحرب العالمية هل سيظل مفهوم الغرب قائما ام الاحداث الاخيرة بين امريكا و أوربا و العالم تشي بتحولات هيكلية سيكون لها الاثر الاكبر على إعادة صياغة العلاقات العالميه و إعادة تشكيل المؤسسات الدولية، فالصين اليوم تثبت قدراتها في إدارة الاقتصاد و إدارة الازمات و تقدمها التقني الذي تجاوز قدرات امريكا و عقيدتها الانسانية التي تنم عن حس بالمسئولية الإنسانية و انها شريك يمكن الاعتماد عليه. قدرة كرونا على تشكيل العالم تمتد لمستوى كل دولة فقطر مثلاً سيمكنها كرونا من ترسيخ الكثير من المفاهيم التي ابرزها الحصار من الاعتماد على الذات و الاكتفاء الذاتي الى الامن الغذائي كلها كانت وليدة الحصار لكن جعلت من جاهزية قطر على اعلى مستوى بل مكنت قطر من إدارة ازمة الفيروس بسلاسة و هدوء لم يكن ممكنا لو ان قطر لا تملك المهارات و الممارسات و الآليات و النظم و العلاقات و سلاسل التوريد و كل ما تم إنشاؤه في فترة الحصار و اصبح منظومة اساسية لتأمين قطر و جاء كرونا ليختبر تلك المنظومة هل تعمل كما هو متوقع هل هناك قصور فيها وكيف يمكن تحسينها و تطويرها، لكن هل دول الحصار على مستوى الجاهزية على الاقل قطر كانت قادرة، بل تتعدى قدرة كرونا لتشكيل العالم الى العادات الاجتماعية و تسرع من التحول الرقمي فما ظل صعب المنال للتحول في العمل عن بعد و التعليم عن بعد ومهما بذلت الشركات و اصحاب المبادرات من تطوير حلول لم تستطع تفكيك البنى التنظيمية في مختلف القطاعات وذلك لتكلس العادات و ترابط المصالح فالتعليم عن بعد يعني الاكتفاء من عدد المعلمين وهنا تقوم مصالح بيروقراطية من وزارات و اجهزة حكومية و حاجة الحكومة لتوفير الوظائف كل هذا كان عائقا للتحول من التعليم التقليدي الى التعليم الرقمي، لكن كرونا يملك قدرة التغير لذلك بدأت الاعمال و قطاعات التعليم في مزاولة التعليم عن بعد و العمل عن بعد كل هذا سيكون له آثار عميقة على طرق و اساليب حياة البشر في المستقبل، ويبدو ان كرونا يجهز الجميع للانتقال من عالم الامس الى عالم المستقبل حتى في شكل تعاطيه مع الأعمار فهو خطير على كبار السن. [email protected]