20 سبتمبر 2025

تسجيل

التعامل مع العنيد

15 مارس 2016

لابد وأنك تعاملت مع شخص عنيد، سواء كان طفلاً أم غيره من الجنسين، ولاحظت كم الجهد المبذول أحياناً في سبيل الوصول إلى نتيجة مقبولة للطرفين، ولكن عادة تكون دون جدوى وفائدة.. فهكذا، إن لم تكن تعلم صفات الشخص العنيد، طبعه وطريقته في استهلاك وقت وجهد المتحاور معه.. التعامل مع العنيدين يحتاج مبدئياً إلى فهم نفسياتهم وأساليب تفكيرهم، وبدون تلك المداخل لا يمكن الولوج إلى أعماقهم والوصول إلى النتيجة المأمولة. إذ غالباً ما يكون العنيد أعمى إلا على نفسه، فهو لا يرى غيره ولا يسمع إلا صوته ولا يعتقد بوجود من يفكر سواه أو هكذا هو غالباً.. وحين يوقعك القدر أن تتعامل معه، فأنت ها هنا في مواجهة صعبة تتطلب منك الكثير من سعة الصدر والمرونة والليونة والتفهم.. وما لم تكن تملك تلك الأدوات قبيل المواجهة، فلاشك أنك ستدخل ما يشبه بمعركة طحن وكسر للعظام، فإما أن يكسرك أو تكسره، أو هكذا هي الأجواء تكون عند العنيد.. إن عقلية العناد التي ينشأ البعض عليها، تكون التربية الأولى بالمنزل السبب الرئيسي.. ثم ما يلبث أن يتواصل العنيد مع نظرائه في المجتمع من منطلق أن الطيور على أشكالها تقع، فتتلاقح أفكار العناد بينهم، فيخرج أحدهم وقد ازداد صلابة وعناداً في المواقف الحياتية المتنوعة.. في ثقافتنا المعاصرة لا تجد ما يدعو إلى قيمة السمو على النفس في مواقف الأخطاء والجدال، بل تجد تعزيزاً لمفهوم (أنا والطوفان من بعدي).. وهذا ما يدعو إلى أهمية التغيير التدريجي ونشر تلك القيمة الراقية وتعزيزها بالنفوس عبر وسائل التربية المختلفة بالمجتمع، تدعمها وسائل الإعلام والتواصل كذلك، حتى نجد ذاك المرء منا ينتقل، بفعل تأثير تلك التربية القيمية الراقية العالية، من عقلية التبرير والجدال والعناد في المواقف، إلى الاتصاف بروح الشجاعة التي تأبى الكذب والتعالي على الغير، وتتجه إلى الاعتراف بالخطأ والتقصير، وأن هذا الاعتراف منه ليس نقصاً في تكوينه وشخصيته بقدر ما هو فضيلة وخُلق عال راق..