17 سبتمبر 2025

تسجيل

أمن الخليج

15 مارس 2015

منذ عقد من الزمن قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود بن فيصل في ديسمبر من عام 2004 بأن صياغة نظام أمن إقليمي جديد تحتاج إلى أربع دعائم أساسية هي: "وجود مجلس تعاون خليجي قوي وفعال، يضم أعضاء متكاملين اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً؛ انضمام اليمن إلى مجلس التعاون؛ قيام عراق مستقر وموحد؛ وإدخال إيران في مجلس التعاون لدول الخليج العربية". أعوام على ذاك التصور مضت فماذا حدث أو ماذا تحقق من ذاك التصور أو المقترح؟ لم يتحقق سوى دخول جزئي غير فاعل لليمن إلى المجلس وانتهى به الحال الى ما نراه اليوم دون كثير تفصيلات، والعراق يسير نحو التفتيت والى حالة غير مستقرة، ودول المجلس نفسها لم تصل بعد إلى ذاك التكامل السياسي والاقتصادي والعسكري المنشود وخلافات أعضائه لا يُراد لها أن تنتهي بقدرة قادر أو رغبة راغب، وأخيراً إيران، فلا هي دخلت المجلس ولا هي تركت المجلس في حاله، والوضع يزداد سوءاً على ما نلاحظه اليوم. ايران وعلى لسان مستشار الرئيس يعلنها صراحة ونهاراً جهاراً أمام وسائل الإعلام، بأن ايران اليوم إمبراطورية وعاصمتها الحضارية والثقافية ليست طهران أو شيراز أو أصفهان وهي المدن التاريخية العريقة، ولكن بغداد في العراق!! يعود وزير الخارجية السعودي بعد تصوره الأول قبل عشرة أعوام ليعلن بأن العراق تحت سيطرة ايران، وبمعنى آخر، الأول تحت احتلال الثاني.. ولو أضفنا الى ذلك سيطرة الحوثيين على اليمن والمدعومين من طهران، لتبين أن ثلاثة أرباع تصور الفيصل قد تلاشى في سبيل ايجاد نظام أمني إقليمي فاعل بالمنطقة، فلا اليمن تفاعل مع المجلس ولا العراق استقر ولا دخلت ايران بالمنظومة الخليجية المتجسدة بمجلس التعاون.من هنا لابد من إعادة صياغة المقترح من جديد، سواء من قبل الفيصل نفسه باعتبار الحراك السياسي الفاعل للمملكة الآن منذ وصول الملك سلمان الى الحكم، أو من قبل المجلس نفسه، وليكون التعديل الأهم هو الدفع نحو التكامل الخليجي التام والتحالف مع تركيا، واعتبارها صمام أمان للمنظومة لاعتبارات كثيرة ليس المجال يتسع هنا لسردها، ولكن سنأتي إليها في قادم الأيام بإذن الله.