19 سبتمبر 2025
تسجيلكلمة نسمعها كثيراً في هذه الأيام، وتأتي علينا كذلك كلمة مشاهير، بل ويسألك البعض، هل تعرف هذا المشهور؟، ألا تتابع ذلك المشهور من على منصات التواصل الاجتماعي؟ وكذلك المشهور الآخر.... وهكذا، وقد يُستغرب منك إن قلت له: لا أعرفه، أو لا أتابعه. إنه مشهور في ساحات المنصات الاجتماعية المختلفة، فغّرد هذا المشهور، وللمشهور (سنابات)، أو حضر هذا المشهور المكان الفلاني، أو غطى هذا المشهور فعالية ما، أو التقط صورة مع...، ولكن تبقى أسئلة تحتاج إجابة، ما العمل الإيجابي الذي حققه ويحققه هذا المشهور لمجتمعه ووطنه وأمته من كل هذا؟ وهل الشهرة أصبحت هوسا في منصات التواصل؟، وهل نحن نعيش في زمن ثقافة الشهرة بزخارفها وبريقها الكاذب من خلال هذه المنصات؟. إنه التهافت والارتماء في أحضان الشهرة الكاذبة، والعيش مع وهم النجومية، فليست الشهرة أن يكون صاحبها طويل اللسان، وكثير الضحك والاستهزاء والتطاول والعبث بأعراض الآخرين، وعرض التفاهات والتجاوزات الكتابية واللفظية، ولا بنشر المقاطع المخلة بالآداب والأخلاق والذوق العام، ولا بكثرة الظهور من على منصات التواصل، ولا بعدد المتابعين والمشاهدين له في حساباته المختلفة، فالشهرة لا تصنع إلاّ الضياع والتيه. نعم.. اصنع الخير، واكتب أهدافك وانشر إنجازاتك.. واترك أثراً إيجابياً حياً في مجتمعك ووطنك وفي أمتك، وكن لبنة من لبنات البناء والتمكين، وحارساً أميناً وحامل لواء معالي الأمور، ولا تتجاوز المبادئ والثوابت، ولا تتهافت ولا تجري وراء الشهرة والنجومية وعرض الأرقام، فالشهرة الصادقة المخلصة الحية لا تكون بكثرة الأرقام والمتابعين، فأنت أكبر من كل عبث في مساحات الحياة. "ومضة" عن محمد بن جابر الضبي رحمه الله قال سمعتُ عبدالله بن المبارك يقول: كتبَ إليَّ سفيان الثوري رحمهما الله "بث علمك، واحذر الشهرة"، فكم في هذه الكلمات الأربع من معان وقيم وأخلاق؟، وكم فيها من الدروس للمشهور اللاهث وراءها؟، فهل من متوقف وإعادة النظر؟. [email protected]