18 سبتمبر 2025

تسجيل

معلمي يُدعى موسى

15 فبراير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إنه الضوء الساطع المتوهج في سماء العلم، وهو الذي يعلم الأخلاق والآداب. إنه ذلك الإنسان الفاضل مربي الأجيال هو المعلم. إن للمعلم فضلا عظيما على طلابه، فإن تلك المسؤولية التي يتولاها ليست هينة ولا حتى ضئيلة. فمستقبل الأبناء يعتمد على ما يقدمه المعلم من شرح ونصح وإرشاد؛ لذا وجب على الجميع توقير المعلم الفاضل، ولقد مدح أمير الشعراء المعلم حين قال:"قُم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلمُ أن يكون رسولا،أعلمت أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئ أنفاساً وعقولاً".لقد شُبه المعلم بالرسول، وهذا يدل على مكانته الرفيعة ومنزلته العظيمة، فالرسول هو الذي يرشد الناس للخير، وهو القدوة وهو الهادي إلى طريق الحق والصواب. هكذا أيضاً المعلم، لا بد أن يتحلى بصفات الرسل العظيمة. بالطبع لايمكننا إطلاق عبارة "معلم فاضل" على أي معلم كان، وذلك لأنه يجب على المعلم التخلق بالأخلاق الفاضلة، والإخلاص في إيصال العلم، والتحلي بالصبر. أما غير ذلك فلا يليق بالمعلم أن يكون لقبه المعلم الفاضل.إن الأمر الغريب حقاً أنه كثيراً ما نجد معلمين أفاضل يتسمون بتعاملهم الأخلاقي السامي وطيبة أصلهم، ولكن مع الأسف يؤدي ذلك إلى استغلال حُسن أخلاقهم. لقد شهدنا في مدراسنا تعالي الطالب على المعلم بطريقة سيئة ظناً منه أن في ذلك شيء من القوة وإثبات الذات. لكن الأمر الأكثر غرابة أنه عندما يرتفع الطالب في درجة التعليم وينتقل من المدرسة إلى المرحلة الجامعية، وهو للأسف لايزال يقلل من احترام معلمه.هل يستحق هذا المعلم الفاضل أن تنشغل في محاضرته؟ هل تعتبر هذا أيها الطالب سلوكاً يليق بمكانتك كطالب جامعي؟ هل يظن الطلاب حقاً أن هذا المعلم صاحب الخلق الفاضل لا يمكنه أن يتحكم في تصرفاتهم وسلوكياتهم؟ بالطبع يستطيع ذلك. ما أجمل أن يكون المعلم قريباً من طلابه يشعرهم بأنه والدهم أو أخوهم، فنادراً ما تجد المعلم قريباً من طلابه لا يشعرهم بالصعوبة في التواصل معه. هذا المعلم ليس قريباً فقط، بل إنه يراعي مطالبهم ومشاعرهم ويقرب إليهم المفاهيم. هذا المعلم هو في الحقيقة من أرقى الأساتذة وأعلمهم وهو بلا شك رمز فخر للجميع. إن من يتصف بهذه الصفات لايستحق إلا تحية إكبار له. وتحيتنا له تكون بالفعل والعمل ليس بالقول فقط وذلك بالالتزام في محاضرته والاهتمام بما يقدمه من علم نافع. فالشكر الجزيل لمعلمي الذي تحلى بهذه الصفات، معلمي هذا يدعى موسى.