13 سبتمبر 2025

تسجيل

تركيا والنفاق الغربي

15 فبراير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من القصر الرئاسي بأنقرة قال أردوغان يوم الأربعاء الماضي " إن تركيا لا ترى فرقا بين تنظيم بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب وتعتبرها جميعا تنظيمات إرهابية في حين أن الولايات المتحدة لا تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيماً إرهابياً لمجرد أنه يحارب تنظيم إرهابي آخر هو تنظيم داعش ". وقال بنبرة حادة: على الولايات المتحدة أن تختار وتحدد موقفها بصراحة ما إن كانت حليفة وداعمة لتركيا أم حليفة وداعمة للتنظيمات الإرهابية. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو باتا على قناعة تامة بأن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردي يتلقون أوامرهم مباشرة من قيادة تنظيم "بي كي كي" في جبال قنديل وأن ما لدى البي كي كي من أسلحة أمريكية إنما جاءته منهما، ورغم التوضيحات التركية إلا أن الولايات المتحدة على لسان نائب رئيسها جو بايدن مازالت تفرق بين حزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيم "بي كي كي" وتعتبر الأول تنظيما غير إرهابي وتعول عليه ليكون لها موطيء قدم في سوريا في مواجهة داعش ولذلك تتجاهل الحقائق وتتغاضى عن دوره في مساندة حزب العمال الكردستاني الإرهابي البي كي كي (PKK) ولا تكتفي بتأييد دوره سرا بل إن جو بايدن خلال زيارته لتركيا أواخر الشهر الماضي لم يخف تأييده للصحفيين والأكاديميين المناهضين للرئيس رجب طيب أردوغان ولحزب العدالة والتنمية، حيث أعلن تأييده للأكاديميين الذين وقعوا على بيان يدين الدولة لصالح تنظيم "بي كي كي" الأمر الذي أوغر صدر المسؤولين الأتراك وأثار غضب الشعب التركي. حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يتلقى تأييدا من الولايات المتحدة يلقى دعما وتأييدا من النظام السوري وإيران وروسيا في مفارقة تبين تواطؤ الولايات المتحدة وعملها الواضح والصريح ضد حليفتها تركيا بينما تقول في العلن العكس، وخطورة الأمر تكمن في سيطرة الحزب وقواته على شمال سوريا مع ما يشكله ذلك من خطر يهدد وحدة تركيا فقد استغل الحزب مكاسبه في سوريا ليثير الفوضى في تركيا كما تصر روسيا وسوريا وإيران على أن يكون ضمن وفد المعارضة السورية وهو ما ترفضه تركيا والمملكة العربية السعودية فكيف يدرج حزب يساند النظام في المعارضة. وميدانيا تعمل الولايات المتحدة كما روسيا ضد تركيا فهي لا تكتفي بدعم قوات سوريا الديمقراطية المشكلة في الأساس من الوحدات الكردية بل تتركها تتقدم في ريف حلب الشمالي في المناطق القريبة من الحدود التركية والتي من شأن تقدمها أن يخلق تواصلا مع السيطرة الكردية على طول الحدود مع تركيا كما تترك بوتين يقصف المدنيين ومواقع المعارضة في حلب ويقصف التركمان، ورغم الاتفاقات والوعود الأمريكية بفرض منطقة آمنة على الحدود التركية السورية تكون مأوى للسوريين المدنيين إلا أن الولايات المتحدة كما أوروبا لم تف بما وعدت ولا طبقت قرار مجلس الأمن ولاعملت بصدق لفك حصار النظام وحلفائه على المدن المحاصرة ولا أوقفت الغارات الجوية على حلب مما أدى إلى تدفق اللاجئين على الحدود ومطالبة الدول الغربية والأمم المتحدة تركيا بفتح حدودها واستقبالهم عوضا عن مطالبة روسيا بوقف غاراتها أو استقبال أعداد منهم فتركيا تعد حتى الآن أكبر مستقبل للاجئين السوريين وهذا الأمر دعا أردوغان إلى تهديد الغرب بقوله "يمكننا فتح الأبواب على اليونان وبلغاريا ويمكننا وضع اللاجئين في حافلات وإرسالها إلى الحدود". ازدواجية السياسة الغربية لم تتوقف عند هذا فقد كشف مصدر للقدس العربي أن أمريكا قطعت الدعم العسكري عن "لواء المعتصم" المقاتل في ريف حلب الشمالي بعد مشاركة اللواء الذي يتلقى دعماً أمريكياً مشروطاً بقتال تنظيم الدولة فقط في صد هجوم قوات النظام قبيل وصول الأخيرة إلى بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام وهو ما يشكل ضربة موجعة لتركيا فهذه الواقعة أكدت وجود اتفاق روسي أمريكي غير مكتوب على إنهاء المعارضة وهو ما يعني في نهاية المطاف أن الحلف العامل على الأرض السورية يتضمن روسيا وإيران والولايات المتحدة وإسرائيل وهؤلاء حتى الآن لم يوجهوا الضربات إلى داعش وإنما وجهوها إلى المعارضة السورية كما أن سحب ألمانيا لأنظمة الدفاع الجوية باتريوت التي كانت منشورةً في ولاية كهرمان مرعش الجنوبية من بداية عام 2013 إلى نهاية عام 2015 ووقوف الولايات المتحدة إلى جانب إيران والعراق في مسألة تواجد القوات التركية في بعشيقة، وإجبارها على الانسحاب منها لدليل آخر على نفاق الغرب والولايات المتحدة وقد سبق تصريح الناطق باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر حول جاهزية "الخطة ب" إذا لم يتوقف إطلاق النار قبل 24 فبراير الجاري في سوريا تشكيك قادة الأجهزة الاستخبارية الأمريكية في جدوى إرسال قوات سعودية وإماراتية برية لمحاربة داعش ومعارضة كل من إيران وروسيا والنظام السوري لها مع أن كثيرا من المراقبين يعتقدون أن دخول قوات السعودية والتحالف البرية ربما قلب المعادلة في سوريا. التخبط والنفاق الأمريكي الغربي ولد شعورا بخيبة الأمل لدى الشارع والحكومة التركية في حلف الناتو فبات الكثيرون يعتقدون أن الحلف لن يقف إلى جانبهم إذا ما نشبت الحرب مع روسيا لأن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية باتوا منحازين فعلياً لمصالحهم مع روسيا وإيران.