13 سبتمبر 2025

تسجيل

اسأل روحك!

15 فبراير 2016

* كان كثير الكلام عن الانصاف، والحق، والواجب، سألته: إذا جاءك مهموم هل تنصت؟ إذا جاءك معتذر هل تصفح؟ إذا جاءك مغتاب هل تنذر؟ إذا جاءك معيوب هل تستر؟ لم يرد، فقلت له بهدوء إن إجابات كل هذه الاسئلة بصدق هي كشف هيئة لنا دون أن نفتح بطايقنا ليعرف الناس أسماءنا وعناويننا، سلوكنا يتكلم، يصفنا ببلاغة أروع من كل ما أوتينا من بلاغة، سلوكنا هو نحن دون مكياج ولا تجمل، وهو ذاته الذي يوزع علينا أوصافنا فيقول وهو مطمئن لصدقه هذا طيب، وهذا لئيم، وهذا محسن، وهذا بخيل، وهذا منصف، وهذا افاق، وهذا صادق، وهذا مزور، سلوكنا في كل مواقفنا المعلنة والمخفية هو نحن بالتفصيل دون زيادة ولا نقصان، ودون تنظير وكلام كبير عن الواجب والانصاف، واسأل روحك.* داهمتنا السرعة في كل شيء، نأكل بسرعة، نتكلم بسرعة، نسوق سياراتنا بسرعة، نحكم على الناس بسرعة والحقيقة انك اذا حكمت على شخص من موقف واحد فأنت حتما تظلمه، واذا استمعت الى اي حكاية من طرف واحد فأنت بالتأكيد تسمع نصف الحقيقة فقط، واذا اعطيت رأيك في انسان من أول لقاء فأنت لم تنصفه! لماذا؟ لأن كل تجارب الدنيا علمتنا ألا معرفة إلا بعد معاشرة، ولا حكم إلا بعد اختبارات المواقف التي قد ننجح فيها أو نسقط سقوطا مدويا وليصدق قول ناس زمان (العشرة تعرفك الدهب من القشرة).* ربنا موجود، نقولها كثيرا كلما تنهدت صدورنا أو دمعت عيوننا، أو غاصت في القلب طعنة من مأمن، أو خذلنا من كنا نثق به، أو سعى لايذائنا ماكر، دائما نقول (ربنا موجود) ودائما للكلمة بلسم يضخ صبرا واطمئنانا بأن الدموع لن تذهب سدى، ولن يكون الصبر بلا ثمرة. ولن يكون الخير بلا مقابل، ولن يمر الشر دون حساب، ولن يفلت معتد من القصاص، (ربنا موجود) يقولها الناس لحظة وجعهم الصعب همسا فيأتيهم ربهم بما يدهشهم فرجا وفرحا.* الصورة تتكرر دائما، مياه البحر المالحة تتبخر فتصعد الى السماء لتعود مطرا عذبا. ربما لم ننتبه الى أنها لقطة أعظم من كل ما كتبه العالم وسيكتبه في الاحسان.* يقولون (الخلاف لا يفسد للود قضية) وارى الخلاف يفسد ودا، وشعوبا، ودولا، وحكومات، وسياسات، وممكن يشعل الحرب العالمية.* امسكت بعكازها وهمست له: عندما أتعثر وأقع على الأرض غصبا عني، وعندما يسقط كوب الماء من يدي لتبتل ملابسي، وعندما اعجز عن رفع الملعقة الى فمي تذكر السنوات التي كنت فيها أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم.* سألها بعد وعكة عن حاجتها فقالت: أحتاج أن لا أحتاج.* طبقات فوق الهمس* لماذا لا نفهم في كثير من المواقف أن حرية التعبير لا تعني حرية الاهانة، وان الصراحة لا تعني أبدا التبجح والوقاحة؟.* الغيرة المهنية صداع مرير أمر من صداع (الشقيقة) يعانيه المتألقون من المنطفئين!.* أحد عقلاء الأمة العربية قال باختصار (إذا ما صرنا واحد رح نموت واحد واحد!) الحمد لله ما زال على قيد الحياة رجل رشيد.* تألمت ألما عظيما فحولت المحنة الى منحة وحفظت (الزهراوين) البقرة وآل عمران، مبروك وعقبال كل القرآن.* من أجل العشرة نسامح، ونقبل الاعتذار، مرة، مرتين، عشرا، لكن عندما يكون الاعتذار بعد الخطأ عادة ينبغي أن نرتاح ونغلق الباب بالضبة والمفتاح.* في هذه الدنيا ذل ممقوت كذل الضعف، وذل الحاجة، وذل السؤال، وفيها (ذل جميل) لمن نرجو رحمته، وعفوه، وغفرانه.* دق الفجر على بابي، سألني: هل من أمنيات؟ قلت: لا أمنيات سوى أن يكون الذين نحبهم بخير.* خالص عزائي وعظيم مواساتي إلى الدكتور نزيه الدويك في وفاة نجليه سائلة الله أن يتغمد الفقيدين برحمته وواسع مغفرته وأن يربت على قلوب الأهل بالصبر الجميل.