12 سبتمبر 2025

تسجيل

الغاء التربية المسرحية قرار خاطئ ولا يخدم رؤيتنا الوطنية

15 فبراير 2015

يعرف المسرح — كما تذكر المصادر — بانه أبو الفنون وأولها منذ أيام الاغريق والرومان، وقدرته على المزج بين عناصر فنية متعددة حيث كانت المسارح هى الوسيلة الوحيدة للتعبير الفني بعد حلبات المصارعين والسباقات، ويرجع أصل المسرح في جميع الحضارات الى الاحتفالات المتصلة بالطقوس الدينية. المسرح في قطر اليوم بدأ يتدهور ويهبط الى القاع لعدة اسباب، منها غياب " التربية المسرحية " وعدم الاهتمام بتأهيل طلاب المدارس في هذا الفن الراقي الذي تهتم به الامم فى شتى الظروف اسوة بما كان عليه هذا الفن من اهتمام فى الحضارات القديمة، لكونه يحقق جوانب المتعة الحسية ويُفعِل الأنشطة الممارسة فيه كمصدر للمتعة.قد يسأل سائل:لماذا لا توجد عندنا نهضة مسرحية اسوة بالدول المجاورة او بالدول العربية والاجنبية الاخرى المتقدمة فى هذا المجال الحيوي والمهم لتوجيه الشعوب بقضاياها الحياتية والمصيرية؟. وهو ما سنحاول طرحه عبر هذه السطور، وهي قضية مهمة قد لا يعيها اليوم من يحمل رسالة التربية قبل التعليم.** سؤال حائروللإجابة على هذا السؤال الحائر يتطلب توضيح ما يلي:ان تأسيس " فن المسرح " بشكله الصحيح لا يأتى اعتباطا، بل يأتى من خلال جهات مسئولة فى الدولة تتحمل الاعتناء بهذا الفن والارتقاء به بما يحدمه ويقدمه للمجتمع بشكله المطلوب شرط أن تتوافر فى هذا الاعتناء:اولا: الدعم المادي للمسرحثانيا: توفير المباني المسرحية لتقديم هذا الفنثالثا: اكتشاف المواهب الشابة وتقديمها للمجتمع من خلال هذا المسرحرابعا: الاعتناء بالنصوص المسرحية وتشجيع كتاب المسرحخامسا: البحث عن تكوين قاعدة من المخرجين المسرحيين الشبابسادسا: الرجوع لاصحاب الخبرات فى فن المسرح والاستفادة قدر الامكان منهم لتأسيس حركة مسرحية حقيقيةسابعا: اقامة المسرحيات بشكل دائم وطوال السنة دون انقطاع.** أين الخلل؟ولكن السؤال المطروح اليوم هو:أين الخلل في عدم وجود مسرح تربوى متطور؟.ولعل الاجابة على هذا السؤال تأتى من خلال القرار الظالم وغير المدروس من قبل الجهات التربوية والمسئولة عن التعليم التي لا تفقه معنى هذا الفن الراقي الذى يدرس فى المدارس والمعاهد العليا والكليات والجامعات فى كافة دول العالم.فالمدارس — كما نعلم — هى الموطن الاول الذى يتم فيه اكتشاف المواهب الابداعية دائما ومنه مجال المسرح، وفى هذا السياق يقول احد رواد المسرح فى قطر:قرار الغاء التربية المسرحية كان من اكثر القرارات السلبية والخطيرة حيث غاب معه رافد كان يمد كل مجالات الثقافة وليس المسرح فقط، واختفاء " المسرح المدرسى " نتج عنه وأد المواهب الواعدة كما انخفض كذلك جمهور المسرح بعدما توقف ما كان يسهم فى انماء ثقافة ارتياده، ومن اهم سلبيات غياب التربية المسرحية؛ اختفاء عنصر التوجيه والتثقيف، وهو ما ادى الى اختفاء العمل الجماعى الذى من الممكن ان يزرع حب المسرح فى نفوس الصغار.والتربية المسرحية على مدى العقود الماضية — كما يقول احد المختصين — قدمت حوالى (155) عملا مسرحيا منذ تأسيسها عام 1976 حتى عام 1985 حيث شارك فى هذه الاعمال المسرحية ما يقارب من (2049) طالبا.أهداف المسرح التربويواهداف المسرح التربوى حينها كما يقول هذا الخبير كثيرة، منها:— نقل المعلومات والمعارف الى الطالب باسلوب فنى مشوق وجذاب— تقريب الاحداث التاريخية والثقافية وعرضها على خشبة المسرح— اتخاذ القدوة الاخلاقية— تقويم لسان الطالب وتعويده على الالقاء— تنمية الطالب ومنحه القدرة على مواجهة الجمهور— تنمية الذوق الفنى وهو ما يسهم فى تكوين كوادر مسرحية— تكوين جمهور ذواق للمسرح.— بينما يعرف احد الباحثين العرب " المسرح المدرسى " بأنه:" يسهم فى تنمية استعداد التلاميذ وتوجيههم الوجهة الاجتماعية السليمة بالمشاركة مع بقية الاختصاصات وقد أدركت المدرسة الحديثة مسؤوليتها فى تربية التلاميذ وتنشئتهم تنشئة جيدة وفعالة ورأت أن خير طرق التعليم ما يقوم على التجربة ؛ ذلك لأنها حقل التفكير الخلاق الخصب، وخير ما يعين على التكيف الاجتماعي المطلوب والمدرسة الحديثة ".ويقول باحث اخر بانه:— يساعد الطلبة على زيادة قدرتهم فى التعبير والخطابة بسرعة البديهة والجرأة الأدبية.— يوجه الطلبة نحو روح التعاون والمثابرة فى العمل والبناء ؛ ذلك أن نجاح العمل المسرحى يعتمد على تضافر الجهود من كل مشارك لايجاد علم فنى ممتع ومفيد.— يزيد المسرح المدرسى من معلومات الطلبة الثقافية فى الأدب والاجتماع والسياسة ؛ حيث تتعرض المسرحيات المدرسية لمختلف نواحى الحياة.— يتعلم الطلبة عن طريق المسرح المدرسى الكثير من المهارات والأمور الحياتية التى قد لا يجدونها فى البرامج الدراسية.— يعمل المسرح المدرسى على زيادة خبرة الطلبة فى الأمور العلمية والتطبيقية نتيجة لتعامل الطلبة فى المسرح مع الأجهزة الكهربائية والصوتية، وممارستهم تطبيق الأنظمة والانضباط والالتزام والقيادة.— ويعمل المسرح المدرسى على تنمية الذوق الفنى والاحساس الجمالى لدى الطلبة مما يسهم فى رعايتهم الجسمانية والعقلية.** وبعد:فمنا إلى سعادة الدكتور محمد عبد الواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالى الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم، بان يأخذ موضوع " التربية المسرحية " بعين الاعتبار لكى نساير العصر فى شتى المجالات دون تأخر عن بقية الامم، فالمسرح يجب الا يهمش فى مثل هذه الظروف، فهو جزء من ثقافة المجتمع، وهو الفن الذى ينمى الذوق لدى ابنائنا فيبعد عنهم الخجل والانطواء ويجعل الطالب قوى الحجة والمنطق.تكوين جمهور ذواق للمسرح. وختم حديثه، مؤكدًا أن فى الحركة المسرحية حاليًا كانوا بذورًا طيبة ألقيت فى أرض** كلمة أخيرة:مطلوب الاستفادة من الخبرات القطرية التى عملت فى مجال المسرح سابقا لتأسيس " تربية مسرحية " رائدة، تقوم على قيام بيئة خصبة مخلصة لتقدم لنا مسرحا مشرفا لخدمة المجتمع.