13 سبتمبر 2025

تسجيل

ذلك الزمن الجميل

15 فبراير 2014

عبدالحليم حافظ اسمه مجرد ذكر اسمه فقط يرمز إلى زمن جميل اسمه فقط يشعل في كياننا الحنين والشوق إلى أشياء جميلة رحلت دون عودة ذلك الصوت الذي رحل وصمت للأبد لكنه لازال يعيش في الذاكرة وكأنها اللحظة قريبة من المسامع دوما كلما تغنى غنت معه الأحاسيس والمشاعر والعصافير وكل الأشياء الحلوة . لا أحد يعرف، ولا يمكن إحصاء حجم ما أثاره هذا النجم الراحل من موجات متتالية ومتناقضة من الجدل، .. إلى آخر رحلات الغوص في أعماقه الإنسانية، وسَبْر أغوار هذا الفتى الذي كان يحيطه الغموض، وفضول الآخرين، لكن الشيء الوحيد الذي اتفق عليه الجميع هو موهبته، هو صوته الدافئ الحنون، وإحساسه المرهف، وتفانيه في إتقان أغانيه وأعماله. دقته في انتقاء الكلمات والقصائد التي يشدو بها صوته الحنون منذ بدايته إلى أن رحل العندليب تاركاً ثروة فنية لا تزال ملايين الآذان العربية تستمتع بها، ولا تزال العديد من الأجيال تعيش على ضفاف حُنجُرته، وعلى شواطئ صوته العذب لا يزال صوت "حليم" أحد أهم رموز "الزمن الجميل".. ذلك الزمن الذي شهدت سنواته شهرته وتألقه. ذلك الزمن الذي كان يجوب فيه الأقطار العربية ويملأ سماءها بالغناء محلقاً في آفاق الشهرة والمجد، لكنه توقف ذات ليلة ليترك خلف رحيل صوته فراغا لا يمكن أن يملؤه أحد رغم العديد من المحاولات حتى زمننا هذا هي محاولات شكلية خالية من المضمون لم يدرك أحد حتى الآن ما الذي كان يحمله ذلك الصوت من إحساس ودفء وفوق ذلك كله إحساس بمسؤولية الكلمة المغناة والرسالة الفنية التي يرسلها الفن للجمهور وكيف يجب أن تكون هذه الرسالة حاملة لكل المعاني الإنسانية بعيدة عن التصنع والتهريج والتعقيد قريبة من هموم الناس ومشاعرهم تعزف بحنان على أوتار قلوبهم وتلامس في الوقت ذاته وترا حساسا قلما يستطيع الآخرون الوصول إليه وملامسته ذلك الزمن يمضي ويندثر ويتلاشى دون الالتفات إليه بجدية نحن نكتفي بترديد الأغنيات وإذاعتها عبر وسائل الإعلام دون النهوض بها ونشرها كثقافة فنية تقتدي بها الأجيال وتسير على خطاها انظروا إلى أغاني هذا الزمن ومعظمها من النوع الهابط والبعيد عن أي معنى أو مضمون انظروا كيف تفرضها القنوات والمحطات فرضا على الجمهور لدرجة أننا نحفظ كلماتها عن ظهر قلب رغم عدم اقتناعنا بها هي نتيجة لتكرارها عبر الوسائل الإعلامية التي تفرضها فرضا على الجمهور ماذا لو تتبنى تلك الوسائل نشر ثقافة الزمن الجميل من جديد وأعتقد بأن لدينا رصيدا ضخما من هذه الثروة الغالية التي تعاني من الإهمال والتجاهل للأسف.