15 سبتمبر 2025

تسجيل

الجنادرية ملتقى الثقافة

15 فبراير 2014

انطلقت يوم الأربعاء الماضي في الرياض فعاليات مهرجان التراث والثقافة " الجنادرية " بحضور لفيف من الأدباء والمفكرين العرب والعالميين ليكون المهرجان في نسخته الـ 29 إضافة نوعية مميزة لمخزون التراث السعودي المتنوع والمرتبط بتاريخ الأمة وموروثها العريق. وتتركز ورش العمل الثقافية التي يحضرها أكثر من 300 مثقف ومفكر عالمي حول الأمن القومي العربي والمتغيرات الدولية والإقليمية في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها من المناقشات الفكرية والأدبية المنوعة التي تستهدف تنمية الفكر العربي وتأهيل دور المثقفين المحليين في التعاطي مع النخب الفكرية المنوعة وأطروحاتها لاسيَّما الشباب منهم حيث تقام سلسلة هذه المناشط أمام العامة وفي أجواء تجيد التلقي المرن والفرز المحكم للأخذ بما يتوافق وفكر الأمة ومحددات ثقافتها. وحقيقة تعد التداولات الثقافية في الجنادرية عبر عقود هذا المهرجان مرتكزاً لبناء الفكر العربي عموماً حيث تصاغ أجندة المهرجان دائماً بعناية فائقة تحقق المفيد وتضيف الكم النوعي المميز في نماذج الطرح والمحتوى، وهذا تأصيل يشهد به الحضور ويظهر في كتاباتهم ومرئياتهم، وهو ما يحقق الفكرة الرئيسية التي قام عليها المهرجان منذ انطلاقته الأولى إذ ظل هو الملتقى الأبرز للمثقفين العرب في بيتهم الكبير المملكة العربية السعودية، فما نحضر من ملتقى أو مؤتمر يهتم بالثقافة العربية إلا ويشار إلى الجنادرية كمناسبة ثرية ومهمة بل ويعطى المشاركون في فعالياته اعتباراً وتميزاً يضاف إلى سيرتهم، فقد كنت مبكراً في بغداد أحضر فعاليات احتفاليتها بمرور ألف عام على تأسيسها في زمن أبو جعفر المنصور وكان يزاملني في الرحلة الأستاذ حسن الخليل رئيس تحرير مجلة الحرس الوطني العريقة وهو أحد أعمدة المهرجان لاسيَّما الجانب الثقافي منها وكنت طوال الرحلة ألمس الاهتمام الكبير بالزميل الخليل واستشارته في الكثير من الجوانب التنفيذية مما يعني التقدير الكبير لمؤسسة الجنادرية والعاملين فيها، أيضاً يعد المهرجان عرساً كبيراً للمثقفين السعوديين وهم يلتقون بقرنائهم من الأدباء العرب والعالميين وكذلك وهم يزفون رموز الأدب المحلي إلى التكريم الكبير من يد مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، فقد كرم هذا العام الأديبين سعد البواردي وعبدالله شباط وهما من الرواد والأسماء التي صنعت مبكراً ثقافة البلد وصحافتها. ويعد هذا تكريماً لكل أدباء المملكة ومثقفيها، هذا جانب من المهرجان الذي تزينت ساحاته في أرض الجنادرية بالجديد والمميز الذي يبرز جهود وإنجازات الجهات المشاركة من وزارات ومناطق ومؤسسات عامة خاصة حيث تختزل ساحات العرض تاريخ المملكة الشاسعة بأراضيها وتنوع موروثها. ومن جديد المهرجان هذا العام استمرار الاستضافة للدول الصديقة والشقيقة كضيف رئيسي فقد حلت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لتكون الضيف الرئيسي في الدورة 29، وتعرض دولة الإمارات من خلال موقعها العديد من صور التراث الشعبي والتميز الحضاري النوعي الذي صاحب الدولة في كل إمارتها منذ التأسيس، وكانت أرض المهرجان قد استضافت في دورات سابقة الصين وألمانيا وكوريا واليابان. وفي بيت المنطقة الشرقية "بيت الخير" والذي تضاف إلى مكوناته الجمالية هذا العام المدرسة الأميرية بالهفوف ومجسم برج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومجسم جسر الملك كإضافات مميزة لمكونه الذي يضم جبل القارة والواحة الزراعية بقنوات هيئة الري والصرف بالأحساء وبيت البيعة وبرج الطوية والشواطئ ومجمل فعاليات المنطقة إلى جانب العروض الثقافية والفنية والتعريف بتاريخ المنطقة، كذلك دشنت وزارة الزراعة ضمن موقعها مسرحاً فنياً يشارك فيه نخبة من الفنانين المحليين مثل علي المدفع وبشير الغنيم ومحمد المنصور وسعد المدهش لتقديم إرشادات زراعية وبيطرية في قالب فني كوميدي يستهدف تعميم الوعي الزراعي بين الجمهور. عموماً جمهور الجنادرية وهم من عموم مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي على موعد مع موسم نشط ومميز، ونتمنى التوفيق للقائمين على هذه الفعالية المتنامية.