18 سبتمبر 2025
تسجيللا أظن أحداً لا يحب الحياة، والله لم يخلقنا لكي يكره أحدنا الحياة ويعيش في يأس وبلا أمل.. ألست معي في هذه الحقيقة؟ قد تعيش لحظات معينة تكره بسببها الحياة وتتمنى لو لم تلدك أمك، لكن بعدها بفترة، سواء طالت أم قصرت، تنسى تلك الأمنية وتعود لإدارة عجلة حياتك! لكن بالمقابل قد تحب الحياة اليوم مثلاً لأنك حققت هدفاً عملت عليه فترة من الزمن، وبدأت تشعر بنتائج النجاح والإنجاز، فترى كل ما حولك بمنظار الناجح المنجز والمتفائل، وبالتالي سيكون طبيعياً جداً أن ذاك الشعور الإيجابي سيؤثر على نظرتك للحياة، من حيث حبك أو كرهك لها.. تبدأ وتكره الحياة حين لا تحقق ما ترجوه أو حين تخفق في أمر ما، وتجد نفسك أيضاً محاصراً أمام العديد من الصعوبات لا تجعلك تتقدم كثيراً في مشروع حياتي ما، فتنعكس تلك المشاعر الكئيبة بالضرورة على نظرتك لحياتك أو للحياة بشكل عام، فتبدأ باستشعار بعض الكراهية لها، وقد تقل أو تزداد بحسب ما حولك من عناصر مادية وبشرية مساعدة.. الأمر الوسطي والمقبول ها هنا، والذي أدعو إليه دوماً في كل مناسبة، هو ألا نكون ضحايا للظروف الحياتية حولنا، بحيث تكون هي المؤثرة في كيفية التفكير وكيفية الاستشعار والنظر إلى الحياة بشكل عام.. لو أنك تدبرت ما حولك وكل ما يحدث لك، لتأكدت أن الأمر كله مرتبط بالكيفية التي تتعامل معها، بحيث يمكنك أن تحب الحياة إن أردت ويحدث العكس كذلك إن أردت. المسألة بالطبع ليست سهلة ولكن أيضاً ليست بالصعوبة التي تجعلك تنظر إلى الحياة بنظرة اليائس المتشائم وفاقد الأمل.. يجب أن تدرك يقيناً أن كل ما يحدث لك في هذه الحياة الدنيا إنما هي اختبارات تتراوح في سهولتها وصعوبتها بحسب يقين وإيمان كل شخص، وأن الهدف الأسمى من كل تلك الاختبارات هو لتحديد موقعك ومركزك للحياة الأخروية الحقيقية، التي نسعى إليها، ولكن دون أن ننسى نصيبنا من هذه الحياة الدنيا أيضاً.. فهل وضحت الصورة؟