22 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ أيام نقلت لنا وكالة فرانس – برس الفرنسية خبراً مفاده أن ثوار ليبيا قاموا بهدم النصب التذكاري للرئيس جمال عبدالناصر في بنغازي!! لم أصدق هذا الخبر ليس لأنه صدر من وكالة أنباء أجنبية وإنما لأن هذه الوكالة نسبته إلى الثوار الليبيين وظني واعتقادي بأن الثوار لا يمكن أن يتصرفوا مثل هذا التصرف الأحمق ويقدموا على هدم نصب قائد الأمة العربية الراحل وهو الذي صنع ثورة 23 يوليو المجيدة التي صنعت أغلب الثورات العربية ضد الاستعمار والعدوان ونجحت في تحرير المواطن العربي من العبودية والتخلف والاستعباد والظلم والقهر حتى أن المواطن العربي عرف الكرامة والعزة في عهد هذا القائد وشعار "ارفع رأسك يا أخي" جاء بفضل الله، ثم بفضل من ثورة 23 يوليو والدور القيادي والريادي للقائد عبدالناصر. ولأن ثوار ليبيا ثاروا على الظلم والديكتاتورية وثاروا على حكم القذافي الدكتاتوري والذي حرم الشعب الليبي من الكرامة والعزة وحرمهم أبسط مقومات الحياة الحرة الكريمة فإنهم يترجمون بهذه الثورة ما طالب به عبدالناصر وقام به وحارب وقاتل من أجله لأنه رحمه الله كان يدافع عن المواطن العربي من المحيط إلى الخليج وهو الذي ساند ودعم كل الثورات العربية ضد الاستعمار وأعوان الاستعمار وثورة الجزائر تشهد على ذلك.. وثورة اليمن.. وثورة العراق.. وكل الثورات العربية الأخرى التي خلصت المواطن العربي من الذل والعار الاستعماري والقهر والتعسف الدكتاتوري لبعض الأنظمة العربية التي كان يحكمها الاستعمار. ونظراً لأن ثوار ليبيا انتفضوا وثاروا على حكم القذافي الذي سلب منهم الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، فإنهم ترجموا بثورتهم المباركة أهداف ومبادئ قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر، لهذا فإنهم أبرياء من هذه الجريمة النكراء. واعتقادي الشخصي وربما أكون مخطئاً أن من أقدم على هذه الجريمة هم جماعة من "الثيران" لم يقرأوا التاريخ جيداً ولم يدرسوا سيرة ومسيرة عبدالناصر وهم كما بقية أعداء الأمة العربية والإسلامية الذين يرون في عبدالناصر "قطعة حمراء" تثير غضب هؤلاء الثيران وكم حاولت هذه الثيران النيل من الدور القومي لعبدالناصر وفشلت وبقي عبدالناصر في ضمير ووجدان كل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج رمزاً للكرامة والعزة. يقال إن هذه الثورات التي قامت بهدم النصب التذكاري للقائد عبدالناصر كانت ترى أن الدكتاتور القذافي أقرب ما يكون إلى عبدالناصر وهذا ليس صحيحاً أبداً لأنهم يعتمدون في موقفهم على أن عبدالناصر قال يوماً للقذافي "إنني أرى فيك شبابي"، ولأنهم لا يفهمون ولا يفقهون أبعاد ما وراء هذا القول اعتقد أن القذافي قريب إلى عبدالناصر ولأنه قريب هكذا قاموا بهذا العمل الإجرامي الانتقالي.. والحقيقة أن ما قاله القائد عبدالناصر للقذافي كان "ذماً".. وليس "مدحاً" له.. لأن القذافي كان "متهوراً" وكان "متسرعاً" وكان "جاهلاً" وكان "سطحياً" فقد طلب من عبدالناصر إعلان وحدة فورية ثلاثية بين مصر والسودان وليبيا.. فرد عليه عبدالناصر بعد أن شعر بجهله وحماسه وتهوره "الطفولي" بالقول "إنني أرى فيه شبابي" وكان القائد يوبخه بشكل غير مباشر ويحاول أن يقول له "اهدأ" يا قذافي.. واترك عنك عنتريات الشباب لأن الوحدة تحتاج إلى مقومات وأسس للبناء عليها وهذه الأسس للوحدة الثلاثية لم تستكمل بعد. لهذا، فإن من قام بهذه الجريمة النكراء وهدم النصب التذكاري لقائد الأمة العربية ليسوا من ثوار ليبيا.. وإنما هم "ثيران هائجة".