26 أكتوبر 2025

تسجيل

احتفالنا .. احتفال بمسيرة الإعلام القطري

15 فبراير 2006

تحتفل دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع مساء اليوم بالافتتاح الرسمي لمقرها الجديد ، بحضور حشد من المسؤولين من جميع القطاعات ، اضافة إلى مشاركة اخوية من قبل المؤسسات الإعلامية المحلية المختلفة ، ونخبة من الإعلاميين . احتفال الشرق اليوم هو في حقيقة الأمر ليس احتفالا خاصا بها - وان كان الظاهر كذلك - الا انه احتفال بمسيرة الإعلام القطري بصورة عامة ، الذي شهد خلال مسيرته الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود نقلات نوعية ، مهنيا وفنيا وتقنيا .. ، وما الصرح الذي نحتفل اليوم بتدشينه ، وما يتضمن من تقنيات عالية في اقسامه المختلفة الا نموذج واضح على هذا التطور الكبير الذي شهده اعلامنا المحلي . لست بصدد الحديث عن مسيرة الشرق الصحفية ، والقفزات النوعية التي حققتها خلال عمرها الممتد منذ عام 1987 ، والتوسع الكبير الذي شهدته في اداراتها واقسامها التحريرية والفنية والطباعية والتكنولوجية ...، فالمبنى الحالي ، وما تضمنه من تجهيزات خير شاهد على ذلك ، ويتحدث عن نفسه ، انما اردت من خلال احتفال الشرق ـ الذي يمثل احتفالا لجميع مؤسساتنا الإعلامية والصحفية تحديدا ـ أن أشير الى المراحل التي مرت بها هذه المؤسسات الصحفية ، وكيف انها طورت من أدائها الإعلامي ، وتفاعلها الإيجابي مع قضايا المجتمع ، وشاركت بفاعلية في التنمية التي تشهدها بلادنا . الصحافة اليوم رسالة ، وليست مجرد ترف او اوراق تطبع وتوزع ، ولكن في نفس الوقت لا يمكنها العمل بمفردها دون تعاون وتواصل بينها وبين افراد المجتمع ، وهو ما ينبغي الالتفات اليه ، والتأكيد عليه ، وهو ما يعني ضرورة تعزيز هذا التواصل عبر القنوات المختلفة ، في جو من الصراحة والشفافية ، بعيدا عن المجاملات غير المنطقية . ولا ننسى هنا ان رأسمال أي صحيفة هو المصداقية في تعاملها مع مختلف القضايا ، واذا ما تعرضت هذه المصداقية لأي تشكيك فان الصحيفة من المؤكد ستتضرر بشكل ما، لذلك فان صحافتنا تعمل جاهدة على تحري الدقة والمصداقية في تناولها لقضايا المجتمع ، بعيداً عن أي أهداف شخصية . نعم قد تخطئ، او يجانبها الصواب ، ولكن بالتأكيد ليس ذلك مقصوداً أو متعمداً، وليست النية مبيتة ، فالصحافة تعمل ليل نهار ، وهي معرضة اكثر من غيرها للخطأ ، لكون من يعمل ويجتهد، ويكون مطالباً بإنجاز أعمال في أوقات محددة ، .. ، قد يدفع للخطأ اكثر من غيره . صحافتنا - واعلامنا بصورة عامة - تسعى جاهدة لخدمة المجتمع ، فكما يطالبها المجتمع بأفراده ومؤسساته بذل المزيد من الجهود ، فان اعلامنا ايضا بحاجة الى التعاون معه بشكل اوسع ، وبشفافية اكثر ، وبصراحة وجرأة أكبر.