12 سبتمبر 2025

تسجيل

عودة حزب التجمع بزعامة حافظ قائد السبسي

15 يناير 2016

بعد أن أخفقت لجنة الـ13 التي كونها مؤسس «حزب نداء تونس» ورئيس الجمهورية الأستاذ الباجي قائد السبسي لتنفيذ خارطة الطريق التي أعدّتها لحل أزمة الحزب وأقرتها الهيئة التأسيسية في بيانها الختامي «باعتبارها تمثل الإطار العملي لإنجاز مؤتمر توافقي ينقذ الحزب ويحافظ على وحدته بالاستناد إلى مبادئ الديمقراطية والتوافق والتمثيلية»، عقد «حزب نداء تونس » شق حافظ قائد السبسي مؤتمره التأسيسي في مدينة سوسة يومي 10و11 يناير الجاري، بحضور شرفي من قبل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، الذي لم يفوت فرصة منذ عودته إلى المشهد السياسي بعد فوز «حزب نداء تونس» بالانتخابات التشريعية والرئاسية دون أن يذكر بأنه كان وسيظل طوال مدته الرئاسية رئيسا لكل التونسيين بكل انتماءاتهم واختلافاتهم الحزبية، مستحضرا في ذات الوقت وعوده الانتخابية، ولكن وهذا الأهم، التزامه بما ورد في دستور الجمهورية الثانية. غير أن مواكبة الرئيس الباجي قائد السبسي على افتتاح أعمال مؤتمر «حزب نداء تونس» شق حافظ قائد السبسي، أثار موجة من الانتقادات الحقيقية سواء لدى شق الأمين العام السابق للحزب محسن مرزوق، أو لدى أطراف المعارضة الديمقراطية، لاسيَّما أن الحزب الذي أسسه رئيس الجمهورية، والذي يعتبر الأب الروحي له، شهد انفصالاً نهائياً، بين شق نجل الرئيس حافظ قائد السبسي الذي عقد مؤتمره في سوسة، وبين شق مدير حملة الرئيس الانتخابية والأمين العام السابق للحزب محسن مرزوق الذي عقد بدوره يوم 9و10 يناير الجاري بقصر المؤتمرات اجتماعا موازيا لإعلان مشروع «النداء الجديد».ولما كانت تونس تعيش في ظل تجربة ديمقراطية ناشئة، لا تخلو من الهشاشة، وتواجهها تحديات داخلية وإقليمية كبيرة، وتتعرض لضغوطات دولية، فإن حضور رئيس الجمهورية مؤتمر شق نجله حافظ قائد السبسي، بعد أن شهد الحزب الأم صراعات غير مسبوقة، قادت إلى ظهور شقين متخارجين، وإلى تداعيات كبيرة على موقع الحزب الحاكم في البرلمان بعد استقالة عدد من النواب في صفوفه، فإن حضور رئيس الجمهورية هذا المؤتمر عبر عن عدم حياديته، حين تظاهر بالانتصار لشق لنجله، ووقع في الفخ بقبوله اختراق الدستور. وحين نقول هذا الكلام لا يعني أننا نفاضل بين طرفي النزاع داخل «حزب نداء تونس»، أو ما بقي من هذا الحزب، ولكن الأمر يتعلق «بالاستشراف واليقظة» إزاء مستقبل التجربة الديمقراطية في بلادنا.. وبين نداء الرئيس أو نداء تونس، يبقى الأهم إنقاذ تونس. في تشخيصه للأزمة الداخلية التي شهدها «حزب نداء تونس» اعتبر الرئيس الشرفي للحزب أن سببها بعض الأفراد الذين لم يتخلصوا من نكران الذات. واتهم رئيس الجمهورية المنشقين من دون تسميتهم بالابتعاد عن المبادئ والقيم المعتدلة والوسطية التي تأسس عليها الحزب. وعلق قائد السبسي على فقرات من مشاريع لوائح المؤتمر ومن بينها ما يدعو إلى التمسك بالوحدة الوطنية واستطرد متحدثا عن المنشقين قائلا: «تونس ما يخربها إلا أولادها».إذا كان المؤتمر التأسيسي الذي عقد مؤخرا في سوسة لإنقاذ «حزب نداء تونس»، يعتبر حلاً من الحلول التي اقترحها نائب رئيس حزب نداء تونس حافظ قايد السبسي، ومع هذا فإن مؤتمر سوسة لم يبرز شروط الممارسة الديمقراطية التي يجب أن يبنى عليها الحزب لانتخاب قياداته، وتحديد وجهاته وأولوياته وخياراته وأهدافه..