15 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمم المتحدة والقضايا الساخنة

15 يناير 2016

تمر منطقة العالم العربي بأزمات وظروف صعبة ابتداءً من قضية فلسطين التي هي عماد الأزمات والظلم في العالم، حيث إن شعب يطرد من أرضه ويتم اغتصابها ويتحول إلى لاجئين وتمر السنون الطويلة ليتم تشريد هؤلاء إلى مخيمات يعيشون في أقسى الأحوال. وللأسف فإن العالم المتحضر والأمم المتحدة لا تصدر سوى قرارات ضعيفة غير قابلة للتطبيق من المعتدي. وعندما يقوم هذا المعتدي بقصف القرى والمدن وقتل الناس تكتفي المطالبة بضبط النفس. وكذلك في عدة دول مثل ميانمار وإفريقيا الوسطى وفي حرب البوسنة والهرسك لولا الموقف القوي للرئيس السابق بيل كلينتون لتركت الأمم المتحدة هؤلاء يبادون. لم تفلح الأمم المتحدة التي -قراراتها بيد خمس دول متنفذة وجمعية عامة لا حول لها ولا قوة، والأمم المتحدة لها مؤسسات إنسانية واقتصادية وغيرها كلها تعمل حسب ما تريـده الـدول المتنفذة المانـحة والممولة فهي لا يمكن أن تكون لوجه الله إذ لابد من مصالح تخدم سياسة الدول التي تمول هذه المشاريع والبرامج.للأسف العرب لم يتمكنوا من وحدة كلمتهم في هذه المؤسسة ولم يقوموا بواجبهم نحو إيجاد حلفاء لقضاياهم كالدول الإفريقية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية والدول الإسلامية بشكل خاص، وبدأ العرب بعد حرب 73 بوضع ثقلهم السياسي في الدول المتنفذة وبالأخص الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأحيانا روسيا والصين حسب الحاجة، وهذا الأمر لم يساعد في تغيير سياسة هذه الدول حيث إن اللوبي الصهيوني له دور كبير وعميق في هذه الدول وله جذور وهو ما عجز عنه العرب الذين أهملوا جالياتهم وأهملوا دورهم في هذه المجتمعات وتخلوا عن رسالتهم ودورهم الدبلوماسي والثقافي والفكري والإعلامي والتنموي في دول العالم الثالث والدول الإسلامية وتركوها لإيران ولغيرها لتتمكن من لعب دور يخدم مصالح دول عديدة، وأصبحت إسرائيل التي تم طردها من إفريقيا لتعود إليها بسبب المواقف العربية السلبية وعدم وجود برنامج وسياسة واضحة تجاه هذه القضايا.لذا نجد أن عددا من الملفات الساخنة في الأمم المتحدة كان آخرها الملفات السورية والعراقية والليبية وعددا كبيرا من ذلك. الملف السوري الذي خرج شعبه لاجئين في القوارب ويموت في البحار والذي دمرت بيوته من قبل النظام بدعم إيراني وحزب الله وميليشيات عراقية وأخيراً تدخلت روسيا لتدمر وتقتل وتسفك الدماء وتتحول المعركة والقهر والظلم لقصة اسمها مكافحة الإرهاب، وطبعاً روسيا لها حق الفيتو ولم يستطع العرب عمل شيء، وظلت الدول تتلاعب بقضية بقاء أو رحيل الأسد مما نشاهده تلاعب بالمواقف والألفاظ وكأن دماء سوريا وبيوتها المدمرة وأزمتها الإنسانية لم تصل لآذان الأمم المتحدة ودول العالم، لأنها لا تعنيهم سوى أن لا تهدد سوريا إسرائيل فأمن إسرائيل هو المهم وضمان عدم تهديد سوريا لإسرائيل. ولكن يجب أن تدرك الأمة العربية أنه ليس لها خيار سوى الوحدة والاتفاق والمصالحة نحن لسنا بحاجة إلى ربيع عربي وثورات. نحن بحاجة إلى تغيير في مواقفنا من حيث التنمية والتعليم ومحاربة الفقر والجهل والاعتماد على النفس. والاهتمام بالدول الإفريقية والآسيوية والإسلامية. وعندها سنجد أنفسنا بهويتنا وسيحترمنا العالم ونستطيع أن نكون رقما هاما وله احترامه. العالم لا يحترم إلا القوي وإذا قررنا العمل الصحيح وتعاون جميع الفئات عندها نستطيع أن نقدم مشروعاً حضارياً لنستفيد من تجارب الآخرين. أما ما نحن فيه من الحروب والطائفية والإرهاب فهي تدمر البلاد والعباد لصالح أشخاص. أمر عجيب أن يناقش العالم قضايا المناخ وعلاج السكري والسرطان والنمو والارتقاء بالخدمات ونحن ندمر بلداننا لأجل موضوع يزيد والحسين ومعاوية وعلى وقضايا تاريخية مضى عليها آلاف السنين. اليابان أصبحت شريكة لكوريا والصين والولايات المتحدة تجاوزوا التاريخ وهيروشيما وغيرها والطوائف الهندية تجاوزت ذلك، ونحن ننفذ برامج عدونا بسبب الجهل والتخلف الذي يريده أشخاص يريدون أن يحكموا ويتحصلوا على الثروات على حساب أمتهم.