17 سبتمبر 2025
تسجيلرغم كل الملحوظات على حقيقة الجريمة التي وقعت في فرنسا ومن قام بها ومن وراءها ولماذا تم قتلهم بدل اعتقالهم.. رغم كل ذلك فإن حقيقة هي ما يعنينا أن نعالجه في كل الأحوال.. إنها حقيقة أن فينا متطرفين لا يجوز أن نتجنب الحديث عنهم.. وأقول: أرأيتم كيف أصبحت صحيفة شارلي إيبدو التي انتهكت كرامة ومشاعر أكثر من مليار وثلاثة أرباع المليار مسلم من معتدية ومنتقدة إلى ضحية وكيف صار رساموها وصحفيوها الذين قادوها إلى تلك الجريمة الثقافية والحضارية إلى شهداء الإنسانية والحرية والإعلام!!أرأيتم كيف غيرت هذه العملية الإجرامية العناوين السياسية في الصحف الصهيونية من الانتخابات المبكرة ومنع الوزراء من مخاطبة الإعلام ومن جر الجنود الصهاينة للمحاكم الدولية.. إلخ.. إلى وحدة وطنية لصالح نتنياهو ورأي عام متعاطف مع كيانه!!أرأيتم كيف أصبحت المقاومة الفلسطينية والإسلامية محشورة في الزاوية وصارت مضطرة إلى أن تدافع عن سمعتها بعد أن نالت أكثر من براءة سياسية وإعلامية من محكمة الاتحاد الأوروبي ومن أمريكا !!أرأيتم كيف عاد الرأي العام الفرنسي خاصة والأوروبي والغربي عامة والذي أبدى تعاطفا مع القضية الفلسطينية وصل حد اعتراف أكثر من دولة بالدولة الفلسطينية وكان المتوقع أن تتوالى مثل هذه الاعترافات.. أرأيتم كيف تغير لصالح الكيان وحمايته وحماية المؤسسات الداعمة له هناك!!أرأيتم كيف بدا نتنياهو كطاووس يختال فخرا وغرورا ويكاد أن يضحك وهو يسير بجوار خمسين زعيما دوليا على أنه ينبذ الإرهاب ويحارب التطرف؟!!أرأيتم كيف خدم المتطرفون والعقول الضحلة والأدمغة الضئيلة العدو من حيث لا تدري أو ربما من حيث تدري؟!!وإني لأجزم لو أن مخابرات العدو اليهودي أرادت أن تصنع حدثا يعود عليه بكل هذه المكاسب السياسية والإعلامية أو بنصفها أو عشرها ما استطاعت أن تفعله بهذه الصورة والكيفية وبدون خسائر تذكر!!لم يعد السؤال هل من قام بهذا العمل الغبي الإجرامي البائس مخلص، أم عميل للموساد، ولكن من المخطط والدافع الحقيقي وراء هذا العمل ومن الذي يستفيد منه؟ ثم كيف نعالج عقولا شاذة غبية ونفوسا مريضة تدفع لهكذا جرائم؟ لا يجوز أن نتردد في توصيفها بحقيقة جرائميتها.. عند ذلك فإن من أقبح القبح ومن سوء الأدب مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن نحمِّل شرعه وعقيدته وحكمته ورحمته، هذه الجريمة الغبية..آخر القول: ليس المطلوب أن نترك المجرمين الصهاينة يفسدون في الأرض أو يستفزون المؤمنين أو يسيئون لرسول الله، صلى الله عليه وسلم.. ولكن، كيف ندافع عنه؟ وكيف نحرك من داخل الغرب المتعاطفين معنا ومع قضايانا لرد هذه الاستفزازات؟ ولماذا لا تقوم سفاراتنا الستة وستون وملحقياتها الثقافية الستة والستون الأخرى هناك بدور تنويري تجاه هذه القضية؟ أليس يمكن أن نؤثر في الرأي العام الغربي والعالمي بخمسين ألف طريقة إن كنا سندافع حقيقة عن رسولنا وديننا؟!