12 سبتمبر 2025
تسجيلاستطاع الزميل جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة الشرق من خلال اصدار كتابه الأخير " خطاب أمة " أن يجسد السياسة القطرية بصورتها الحقيقية والتي يعرفها الجميع وما حققته من انجازات محلياً واقليمياً وعالمياً وبخاصة في السنوات القليلة الماضية في فترة قصيرة وقياسية.ولعلنا ندرك ما حققته السياسة القطرية على الساحة المحلية أولا ، من خلال خطابات سمو الأمير المفدى الواضحة عبر الاهتمام بالانسان القطري وبالبنية التحتية المدروسة واقامة المشاريع العمرانية الناجحة ومتابعتها لانجازها خدمة لهذا الوطن والارتقاء به نحو الافضل.وقد جاء خطاب سموه الأخير في مجلس الشورى شاملاً عدة قضايا موجهة للأمة، حيث أكد على عدة قضايا تنموية واقتصادية، وقال:إن الحكومة حالياً تقود جهود تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية 2011 - 2016 . ولقد أُخضِعت هذه لتقييم موضوعي بعد مرور ثلاث سنوات على تدشينها لرصد التقدم المحرز في تنفيذها والتعديلات على أهدافها في ضوء التغيير في مختلف العوامل الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية . وقد أظهر هذا التقييم أن عدداً من الجهات التي تشارك في مسيرة التنمية قامت بوضع خططها التنفيذية . كما أظهر أن التعاون والتنسيق المؤسسي بين هذه الجهات قد حقق بدايات إيجابية . ولكن ثمة جهات لم تستوف ذلك بعد . وقد أصدرت توجيهاتي لرئيس مجلس الوزراء لوضع خطط تتضمن جدولا زمنيا واقعيا لحل قضايا المخازن والمناطق اللوجستية، والمناطق الاقتصادية، وخطة التصنيع وترخيص المصانع اللازمة للدولة مع قائمة بالصناعات غير المرغوب فيها إلا باستثناء، وحل قضايا سكن العمال، ووضع خطة لسد احتياجات الأرض في الدولة، وخطة لترويج القطاعات الاقتصادية والتجارية، وتنشيط سوق المال والبورصة ، والبدء في مشروع التجمع الزراعي الغذائي الأول، ووضع استراتيجية للسياحة مع بيان بالمشروعات السياحية التي سوف تُنجَز خلال العامين القادمين . وأود هنا التأكيد أن الخطط لا توضع فقط لغرض إتمام الإجراء شكليا، فهي توضع لتُطبَّق. ومن هنا يجب أن تُصَمَّم بحرص وعناية، وأن تكون قابلةً للتنفيذ في إطار المعطيات، بما فيها الميزانيات المتاحة، ويجب أن تعتاد مؤسساتُنا بدورها على احترام الخطة الموضوعة والمحاسبة بناء عليها وعلى أهدافها. وثانيا على الساحة الاقليمية ، حيث كانت أغلب خطابات سموه موجهة على وجه الخصوص بهدف توحيد الصف العربي وعدم الشتات ، حيث خطب سموه في القمة الخليجية لمجلس التعاون وحث دول المجلس على التكاتف ، بينما جاء خطابه الاخير في قمة الدوحة مرتكزا على أهمية اللحمة الخليجية ونسيان الخلافات الخليجية لان وحدة المجلس والتمسك بأهدافه ومبادئه هي أساس نجاحه واستمراره . وثالثا على الساحة الدولية ، حيث خطب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الجلسة الافتتاحية العامة للدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي عقدت في مقر المنظمة الدولية بنيويورك في العام الماضي بمشاركة عدد من أصحاب الجلالة والفخامة والسعادة رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود ، مؤكدا اهمية نشر السلام بين الامم واعادة الحقوق للشعب الفلسطيني حيث قال:إن السلام والأمن الدوليين في العالم لن يتحققا بدون الحوار المستند على مبدأ المساواة والالتزام بأحكام القانون الدولي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية واحترام مبادئ حقوق الإنسان وحقوق الشعوب. مرت منطقة الشرق الأوسط بمرحلة بالغة الخطورة إبّان الحرب الأخيرة على إخواننا الفلسطينيين، ولا توجد ضمانات ألا تمر بمثلها مرة أخرى. فما زالت إسرائيل ماضية في سياستها الاحتلالية وتحديها للإرادة الدولية عبر المصادرات الأخيرة للأرض في الضفة الغربية ومواصلة بناء المستوطنات التي تكرّس الاحتلال. لقد هز الضميرَ الإنسانيَ الحي ما شاهده العالم من صور مأساوية ووقائع غير مسبوقة أثناء العدوان على غزة واستهدافه للمدنيين : أطفال رضع قتلوا وهم في أحضان أمهاتهم وشُرِّد ما يقارب نصف مليون فلسطيني، ودمار شامل لقطاع غزة قبل أن ننتهي من إعمار ما هدمه العدوان السابق. إن تعريف ما ارتكبه هذا العدوان وفقاً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني هو جرائم ضد الإنسانية. ** كلمة أخيرة :كانت وما زالت السياسة القطرية ترنبط بالواقع الذي يساير بناء الانسان ونشر السلام بين كل الامم برؤية منفتحة على العالم.