19 سبتمبر 2025

تسجيل

"المبادرة" العربية.. جسد بلا روح

15 يناير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ماذا فعلت لجنة مبادرة السلام العربية، وماذا قدّمت، وقد عقدت عشرات الاجتماعات الدورية منذ تشكيلها بقرار من النظام الرسمي العربي خلال قمة بيروت العام 2002، وهل تبنّتها الأمم المتحدة كخطة لإقرار السلام بين العرب وإسرائيل، وهل باتت تتقاطع مع المشروع العربي لمجلس الأمن لإنهاء الاحتلال، أم مكمّله له ؟. أسئلة تضع المراقب حائرا، وكذلك المواطن العربي الذي لم يعد يعرف شيئا عن ما آلت إليه المبادرة المتعلقة بالتسوية السياسية بين العرب وإسرائيل بشان القضية الفلسطينية،إضافة إلى تغييب المعني بالأمر وهو الفلسطيني.اللجنة الوزارية العربية عقدت اجتماعها الدوري بحضور الرئيس الفلسطيني مؤخرا للوقوف على أخر المستجدات على صعيد الاتصالات والتحركات المتعلقة بالتسوية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية،وما صدر عن الاجتماع بيان ممجوج لا يجيب أبدا على تساؤلات الناس ولا يضع حدا لتساؤلات المراقبين. نعلم أن المبادرة العربية للسلام التي تم تقديمها باسم العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، يوم أن كان وليا للعهد في 28 مارس 2002، فرضتها ظروف تلك الفترة كمشروع سياسي إقليمي مرادف لخطة الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن التي عرفت باسم "خطة حلّ الدولتين"، ومنذ ذلك لم تحقق المبادرة ولا الخطة أي تقدم في إطار الخلاص الحياتي للشعب الفلسطيني من الاحتلال بسبب المماطلة الإسرائيلية والتهرب المستمر من استحقاقات كليهما.اعتقد أن الظروف الحالية إقليميا ودوليا تقتضي بأن تعمل اللجنة الوزارية العربية على إعادة التفكير في خيارين لا ثالث لهما،أما سحب المبادرة العربية للسلام من على مائدة "المغريات" لإسرائيل وحليفها الأمريكي،أو إعادة الروح لها، بمراجعة كيفية التحرك مستقبلا بعد فشل تحقيق إجماع في مجلس الأمن الدولي لتمرير مشروع "قرار الدولة الفلسطينية" الشهر الماضي،وبالتالي العمل مجددا على تسويقها وانتزاع القبول بها كمشروع عربي كامل لحل الصراع العربي ومنه الفلسطيني مع الكيان الإسرائيلي. العودة لعرض مبادرة السلام كحل إقليمي شامل للصراع، يمثل ضرورة سياسية هامة، خاصة بعد أن أثبت مسار التفاوض الفلسطيني – الإسرائيلي، الذي بدأ منذ تفاهمات أوسلو العام 1993،قد ثبت فشله في التوصل إلى حل للصراع التاريخي بيننا وبين يهود إسرائيل.والخطوة الأولى بهذا الاتجاه،العودة لطرح المبادرة العربية بقوة على مجلس الأمن الدولي مع التأكيد على وضع سقف زمني وآلية لتنفيذها،وهذا أفضل من المشروع العربي -الفلسطيني المعدّل الذي قدمه لمجلس الأمن مؤخرا الرئيس محمود عباس،وفشل في الحصول على الأصوات المطلوبة لإقراره،ناهيك عن أن الفيتو الأمريكي كان بالمرصاد فيما لو تم تمريره بالتصويت. الجانب العربي الرسمي حتى اللحظة، يرى في مبادرته للسلام حلا ممكنا جدا ومقبولا وشاملا، ومن الصعب على مجلس الأمن الدولي فيما لو عرضت عليه أن يرفضها،وفي حال إقرارها دوليا فمن شأن ذلك كشف ألاعيب اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو حيث انتخابات الكنيست باتت على الأبواب، وحينها على يهود إسرائيل الاختيار بين السلام الشامل أو الصراع الشامل مع العرب.هل ينتظر النظام العربي الرسمي،وكذلك الجامعة العربية،ومعهما السلطة الفلسطينية نتائج انتخابات الكنيست رقم 20، أملا بقدوم رئيس وزراء لإسرائيل غير نتنياهو،وبالتالي إعادة الروح للمبادرة العربية للسلام، أم تمضي منظومتنا العربية هذه قدما في طرحها كبديل لمشروع السلطة في "إنهاء الاحتلال" الذي فشل بالمرور عبر مجلس الأمن الدولي مؤخرا، سواء نجح نتنياهو بالانتخابات أم فشل؟.. لننتظر.. وإلى الخميس المقبل.