18 سبتمبر 2025

تسجيل

اللي مايروح البصرة يموت حسرة

15 يناير 2013

سعدنا جميعا بقرار رؤساء الاتحادات الخليجية في مؤتمرهم العام بإسناد البطولة القادمة لدورة الخليج لمدينة البصرة العراقية ليحل الشعب الخليجي ضيفا لمدة أربعة عشر يوما هي مدة خليجي 22 على أشقائهم العراقيين في تظاهرة إنسانية تحتاجها المنطقة بعد الأحداث الأليمة التي عاشتها. ولعل هذه الدورة تكون بلسما لعودة العاطفة التي عصفت بها الأحداث السياسية التي شهدتها المنطقة لمدة ربع قرن وهي مدة لم تمر على أي منطقة في العالم ولكن ها هي المنطقة تعود إلى العمل الحضاري الممثل باستخدام الرياضة في بناء ما هدمته السياسة. فدورة الخليج هي علامة النجاح في منطقتنا العربية، فلم تستمر أي بطولة نظمت وكتب لها الاستمرار والحياة بانتظام مثل ما انتظمت دورة الخليج التي تعد ظاهرة غير عادية في عالمنا العربي تولاها الشعب الخليجي من خلال أبنائه لمدة اثنين وأربعين عاما هي عمر هذه الدورة. وقديما قالوا "اللي ماراح البصرة مات حسرة" تلك المدينة الجميلة التي اشتهرت بنهرها العظيم شط العرب، التقاء نهري الفرات ودجلة الذي يصب ماؤه في بحر الخليج العربي ليعطيه عذوبة ونقاوة طالما احتاجها الإنسان الخليجي منذ قدم التاريخ.. ممزوجا بتراثها العميق المملوء بأغانيه الجميلة التي تذكرك بالزمن الجميل للمنطقة تلك المدينة التي كانت سلة غذاء لأبناء الخليج العربي يومها. نحن موعودون بعد عامين في مدينة البصرة لنتنافس هناك ولنلتقي تحت مظلة الحب ولنزيل الغمامة التي غطت المنطقة بدون أي داعٍ ولم يستفد أي منا منها.. فلنكن جميعا في هذه المدينة المضيافة والتي أجزم بأنه سيندم فقط من لم يحضرها فهي فرصة عظيمة لإعادة بناء التاريخ وإزالة فترة سوداء. الإخوة في العراق كانوا جد متحمسين لاستضافة هذه البطولة وكانت محاولاتهم منذ خليجي 19 ولكن كان التريث حتى تهدأ الأمور وهذه المرة كان ملفهم مقنعا تماما ومتكاملا مما أقنع المسؤولين عن الكرة الخليجية بأحقية المدينة في الاستضافة.. وفي البصرة مدينة رياضية متكاملة تضم إستادا يتسع لخمسة وستين ألف متفرج وبها إستاد آخر يتسع لعشرة آلاف إضافة إلى ستة ملاعب تدريب والعديد من الفنادق التي تضمها المدينة الرياضية التي تعد واحدة من المنشآت التي يفخر بها الشعب العراقي. والعمل مازال مستمرا في هذه المدينة التي تضم ستة مجمعات تسوق ضخمة ذات مستوى عالمي.. وحتى عام 2015 موعد البطولة سيتواصل العمل الاستثماري في هذه المدينة التي يعمل العراقيون لجعلها واحدة من أجمل المدن في العالم بما تملك من طبيعة خلابة وتراث عبق قلما تجدهما في المدن العربية الأخرى. ولن يكون الهاجس الأمني مشكلة في تنظيم هذه البطولة، فالعراق شهد تنظيم مؤتمر القمة العربية والعديد من الأحداث الدينية والاجتماعية التي تطلبت أعدادا كبيرة من الحضور ومرت جميعها بسلام.. ويجب أن لا يكون هاجس الإرهاب مانعا أمام التنظيم بل يجب أن ندخل في معركة التحدي وصد هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعاتنا العربية وبروح الشباب نستطيع أن نتجاوز هذه الظاهرة ولعل هذه البطولة هي المدخل الحقيقي نحو عودة عراقنا العزيز على قلوبنا إلى العرين العربي وتعود كرامتنا العربية ونذكر أن أوروبا اتحدت وأصبحت دولة واحدة من خلال الرياضة بعد أن عصفت بها حربان عالميتان في النصف الأول من القرن الماضي.