13 سبتمبر 2025

تسجيل

العيد والصلح الاجتماعي

15 يناير 2006

نبارك للجميع بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على بلادنا وقيادتها وشعبها والمقيمين على أرضها الطيبة، وعلى الأمة العربية والاسلامية باليمن والبركات. هذه المناسبة هي بحق فرصة لأمور كثيرة أمام الفرد منا، وهو ما ينبغي التوقف عندها، واستثمارها بصورة إيجابية، دعماً لتطوير الذات، والتحلل من بعض السلوكيات والسلبيات التي تصاحب حياتنا اليومية. من بين هذه الأمور، ان مناسبة عيد الأضحى هي فرصة لتقييم الذات، والوقوف بصدق مع الذات، والتخلص من صور سلبية يعيشها العديد من الأفراد، وفتح صفحة جديدة، سواء مع الذات أو مع الآخرين، وبالتالي فإن هذه المناسبة هي فرصة سانحة أمامنا لإعادة الهيكلة الداخلية للفرد منا، وإعادة الروح من جديد للجسد المترهل بسبب ضغوطات الحياة اليومية، التي تنسينا في كثير من الأحيان إعادة شحن لدورة الحياة الروحية. الأمر الثاني أن هذه المناسبة فرصة عظيمة كذلك لإعادة اللحمة إلى العلاقات الاجتماعية شبه المقطوعة بين الكثير من الأسر والأفراد، والذين لا يعرفون متى آخر مرة تلاقوا مع أهلهم وذويهم. لا أقول ان الواجب يحتم علينا السؤال عن الجار الـ 40، أو الجار الملاصق لنا، فهذا الأمر للأسف الشديد قد غاب، ولا يعرف له أثر إلا في النادر، فالوضع الآن مثلا أن الأقارب باتوا لا يعرفون عن أقاربهم وأهلهم شيئا، إلا في المناسبات القليلة جدا، حتى أصبح الأطفال والأحفاد لا يعرفون من هم أقاربهم، وهذه حقيقة وليس أمراً مبالغاً فيه. نعم، العيد فرصة لعقد صلح اجتماعي، والعمل على إعادة الروح لهذه العلاقات التي قاربت على الوفاة، ولم يبق إلا النبض الأخير منها، مما يتطلب سرعة إحيائها، حتى لا نفقد البقية الباقية من دوافع وجودنا بالحياة! للأسف الشديد أن تكنولوجيا العصر ساهمت في إحداث هذه الفجوة، وأقرب مثال على ذلك انه حتى في الأعياد مثلا نستكثر القيام بزيارة أسرية لتبادل التهاني، فقد اكتفت الغالبية منا بإرسال الرسائل الإلكترونية عبر الهواتف أو البريد الإلكتروني، مما خلق جفوة فيما بيننا، وأصبحت علاقاتنا ما هي إلا رسائل الكترونية، ونخشى أن يأتي اليوم الذي نصبح لا نعرف اشكال بعضنا بعضا. أملنا أن يكون هذا العيد بداية لفتح صفحة جيدة في علاقات بعضنا ببعض، فأيامنا في نهاية الأمر معدودة، وعلاقاتنا هي الباقية، إيجابية كانت أم سلبية.