11 سبتمبر 2025

تسجيل

دروس من المونديال

14 ديسمبر 2022

شهد مونديال قطر (2022) الكثير من الإثارة والتشويق، الفُرجة والمتعة، المواقف والأحداث، ولعل أبرز ما شد انتباهي من خلال قراءتي وتتبعي للأحداث التي شهدها المونديال الدروس المستخلصة، أو بالأحرى مستخلص الأحداث التي يمكن أن نستنتجها ونتعلم منها الدروس ومعرفة الحقائق التي ظهرت جراء الأحداث والمواقف المختلفة، حيث اثبت المونديال بما لا يدع مجالا للشك تميز دولة قطر في تنظيم هذا المونديال العالمي الذي لم يسبق لدولة أو دول مجتمعة أن استطاعت بلوغ هذا التميز والإبداع في التنظيم. أظهر المونديال ما لا يعرفه الغرب، والشرق عن العرب من صفات، وخصال حميدة.. فقد عرفوا عنهم وعايشوا معهم الكرم، والإيثار.. التكافل، والتعاون.. الشرف، والفضيلة.. العلم، والمعرفة.. المحبة، والسلام.. الود، والاحترام.. البر، والإحسان. اظهر أن العرب لحمة واحدة، وقلب واحد، قضيتهم واحدة، ومصيرهم واحد، سُمي المونديال بمونديال العرب، تشريفاً لقيمة ومكانة العرب، لأنه يحمل آمالهم وطموحاتهم، صفاتهم وخصالهم.. تاريخهم وحضارتهم.. معتقداتهم ومبادئهم. عزز المونديال مكانة الدوحة في نشر السلام، والوئام بين مختلف دول وشعوب العالم، اثبت تميز وقدرة دولة قطر في تنظيم كافة المسابقات الرياضية الإقليمية والعالمية باحترافية وجودة عالية. كما أشاد العالم، والشرفاء في كل بقاع العالم بالقيادة الملهمة والحكيمة لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قيادة الدولة، وعلاقاته المميزة بكافة قادة وشعوب العالم، وحرصه مع شعبه الوفي على الوحدة واللحمة العربية والإسلامية. أثبت المونديال أن البيت الخليجي كأفراد الأسرة الواحدة سرعان ما يلتم الشمل، ويذوب الخلاف، وتسود المحبة أركان البيت العامر بالحب، والود، والاحترام، والإيثار. كشف المونديال عن بعض مظاهر الزيف، والنفاق، الغطرسة، والعنجهية، ازدواجية المعايير التي يمارسها بعض الغرب على شعوب العالم في التعامل مع بعض القضايا الإنسانية كحقوق الإنسان، وحرية التعبير، واحترام القيم. أطاح المونديال بقيم الشذوذ، والانحراف، والضلال، وأقام قيم الأخلاق والفضيلة.. التسامح، والسلام.. احترام الثقافات والشعوب، أكد المونديال على القضايا الإنسانية، والعادلة.. أظهر أن فلسطين حق، وأن إسرائيل وهم، وأن التطبيع مع العدو باطل، حضرت الدعوة إلى الإسلام في مونديال قطر فهدى الله القلوب، وأنار العقول؛ فدخل الناس في الإسلام طوعاً، وحباً في دين الله، حمل المونديال في طياته رسائل السلام والتفاهم بين شعوب العالم على اختلاف ألوانهم، وأجناسهم.. جنسياتهم، ولغاتهم.. معتقداتهم ومبادئهم. أثبت المونديال أن الرياضة يمكن أن تصلح ما أفسدته السياسة، وأنه لا مجال لتسييس الرياضة، ولا مكان للفوضى والعشوائية، ولا للتدخل في شؤون الغير، فالسيادة للدولة، والحقوق مكفولة، والاحترام قائم ومطلوب. وخلاصة القول، يُعد مونديال قطر مدرسة عالمية في التنظيم والإدارة وأنموذجا عمليا بمقاييس ومواصفات مدروسة.. مضامينها الجودة والإبداع، تقدمه الدوحة للعالم، يضيف إنجازا آخر إلى إنجازاتها في خدمة البشرية والعالم.