19 سبتمبر 2025

تسجيل

الولايات المتحدة تحصد "الكراهية" نظير تخبّطها السياسي (2 - 2)

14 ديسمبر 2017

**قطر تؤكد أن "القدس" خط أحمر وانتهاك  صارخ للأعراف ووأد للهوية الفلسطينية وتاريخها العريق ** "نرامب" سلب أموال العرب وقضيتهم الأولى  و"الرياض" فشلت في التسويق للقرار فلسطينياً وعربياً يغضب العالم بأكمله وتزداد المظاهرات في كل دول العالم، مطالبة بالتراجع الأمريكي عن جعل القدس عاصمة لإسرائيل، وتطالب الشعوب والحكومات الصديقة للعرب والمسلمين بعدم الالتفات لقرار الرئيس الأمريكي "ترامب" المتهور والاستفزازي لمشاعر الفلسطينيين بشكل خاص وللمسلمين بشكل عام، ولعل ما قد يحدث في أمريكا خلال المستقبل القريب سيتسبب في الكثير من المتاعب على المستويين الشعبي والرسمي؟!. فالكراهية زادت ضد الولايات المتحدة الأمريكية التي غدت في دائرة النار، ودول العالم الإسلامي أصبحت تغلي، معبرة عن هذا القرار الأرعن، خاصة أن الخطوة تأتي بعد أن فشلت "الرياض" في التسويق للصفقة "فلسطينيا وعربيا"، إلى جانب التغطية على مشاكل الرئيس "ترامب" التي تعدت كل الحدود داخل وخارج المجتمع الأمريكي؟!. الشارع الفلسطيني يغلي:  ولم يستسلم الشارع الفلسطيني للأحداث الأخيرة، فقد خرج هذا الشعب عن بكرة أبيه للتعبير عن غضبه تجاه المتاجرة بالقضية الفلسطينية عبر البوابة الأمريكية بقيادة رئيسها المغضوب عليه "دونالد ترامب"، وهو ما سيجعل الهجوم على سياسته وقراراته الأخيرة محط امتعاض شديد لن يتوقف عند حد معين، والشعب الفلسطيني هو الذي يشعر بالمرارة دائما قبل الشعوب العربية الأخرى، ذلك أن الولايات المتحدة تحقق أهداف إسرائيل من أجل تهويد القدس وضياع هويتها وتسير في غيها بلا مراعاة للمبادئ والقرارات الجماعية الدولية بطريقتها المستفزة دائما، فبعد " وعد بلفور" الصادر سنة 1917م يأتي "وعد ترامب" سنة 2017 م، أي بعد مرور مائة عام من الوعد السابق ليحقق مآرب الدولة اليهودية في تحقيق غاياتها ويزيد من تمكنها من فلسطين العربية. قطر تندد بالقرار الجائر: وقد وقفت قطر مع القضية الفلسطينية منذ عهد طويل، وما زالت متمسكة بالقضية العادلة لهذا الشعب المظلوم وبمدينة القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، فقد جاءت تصريحات سمو الأمير المفدى وتصريحات سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، مطالبة بأن تكون القدس هي عاصمة الدولة اللفسطينية وعدم الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل، وهذا التنديد ينم عن مدى إيمان قطر بأن القدس هي المدينة التي لا يقبل أحد المساومة عليها كعاصمة لفلسطين والفلسطينيين، شاء من شاء وأبى من أبى، حيث إن كل الأعراف الدولية والمنظمات والهيئات العالمية تقدر قيمة مدينة القدس وتاريخها الذي يشهد بأنها للفلسطينيين، ولأنها ليست مدينة لليهود على مر التاريخ؟!.  رفض للقرار الأمريكي المتهور: وكانت قطر وما زالت ترفض القرار الأمريكي المتهور وغير المدروس، حيث أعلنت أن "مدينة القدس" بمثابة خط أحمر، حيث أكدت أن "القدس" خط أحمر لا يمكن المساس به وانتهاك صارخ للقوانين الدولية، فتداعيات القرار ستؤثر على المنطقة، ومطلوب إعداد حملات إعلامية ممنهجة وقوفا مع الحق ومع الشرعية الدولية، فالقدس جزء من الخصوصية الفلسطينية والتعدي على حقوق الشعب الفلسطيني يجر الولايات المتحدة إلى نشر ثقافة الكراهية ضدها في كل بقاع العالم دون استثناء، فمسيرات الغضب بدأت تطوف دول العالم تنديدا بالقرار الأمريكي غير المهضوم، بينما نجد أغلب البلدان العربية تتجنب التطرق إلى ذكر القدس، سواء في الشجب والاستنكار أو من خلال بياناتها الدبلوماسية أو مشاركاتها في المنتديات أو المؤتمرات الإقليمية والدولية، مثل دول الحصار والخزي والعار التي وقفت مكتوفة الأيدي تجاه القرار المتهور؟!. ** كلمة أخيرة:  قرار الرئيس "دونالد ترامب" أسقط الشرعية الدولية وأيقظ الشعب الفلسطيني، بينما نجد حكومات دول المنطقة تسير بشكل سريع نحو التطبيع والموالاة لأعداء الأمة، وهو ما يجعل أيضا أن أصحاب الديانة المسيحية سيكونون أكثر التصاقا بالشعب الفلسطيني بعد هذا اليوم تجاه القرار الأمريكي الساذج، فقد عبر غالبية من غرد بالأمس عبر شبكات التواصل الاجتماعي ضد "ترامب" الذي سلب أموال العرب وقضيتهم الأولى؟!.