12 سبتمبر 2025

تسجيل

أنا بستناك!

14 ديسمبر 2015

* نمر بالحياة، أو تمر بنا، تبتلينا، نصبر، نضجر، نقاوم، نستسلم، ودائما المحصلة تقول للمعنى، يا أيها المسجون خلف زنازين قهرك سجنا انفراديا فيه تفترسك وحدتك وهمومك، يا أيها المبتلي بفقد وطنك، طفلك، حبيبك، يا أيها الدامع لفراق توأم روحك، وسلوى فؤادك، يا أيها الموجوع وقد أنحلت الأسقام جسدك، يا أيها الخاسر كل ما جمعت بشقاء عمرك، يا أيها الغارق في بحر ديونك وعذابات عجزك، يا أيها الآمل فيمن لا أمل فيه، المرتجي من لا يستحي من رجائك، المهين ماء وجهه ذلا لمن لا مروءة له، يا أيها المجروح بنصال ذوي القربى تحت سنابك خيل تركض فوق جرحك، يا أيها المحزون حتى النخاع وقد أهمتك كروب الدنيا فغابت شمسك، وانطفأ نور يومك، مهلا، خفف عن نفسك فللأيام دورة فيها راحة بعد السأم، وضحكات بعد الدموع، وانفراجات بعد الكروب، وعفو عام عن كل الآلام، فقط ارفع طرفك إلى السماء وقل بيقين العارف يا أيها الأمل المرتجى، الكاشف لكل غمه لن أمل، ومهما طال غيابك، مهما طال، أنا بستناك. * في عالمنا العربي البديع نحن من يغذي الفساد، ويرعاه، ويختاره بكامل إرادتنا، بل نحن من يفسد المسؤول، عارفين إنه فاشل ونصفق له! عارفين إنه لص وننعته في الاعلانات بالأمين! عارفين إنه لا وطني وننتخبه! الحكاية شلل، ومصالح، وتربيطات لا تأبه بمصالح الناس ولا أوجاعهم، المهم ما ستجنيه من خيرات انتخابات فلان! الأخطر أن (المطبلين والزمارين) لم يفكروا مرة فيما لو سمنت تطلعات هذا الفاسد وتطاولت طموحاته ولم يعد يكفيه عضوية البرلمان واصبح يهفو لأن يكون رأس الدولة، ويمكننا تصور الخراب وحال دولة يديرها فاسد.* برنامج (مفيش مشكلة خالص) على CBC من البرامج القليلة الهادفة التي يمكن أن تراها في زحمة الواقع، والساقط، والعاري، والفاضح، والراقص على وحده ونص، برنامج (مفيش مشكلة) لمحمد صبحي يكشف العورات، ويضع يده على مواطن القصور، يجري عمليات إصلاح ما فسد بمشرط الحكمة، يعتمد التصريح لا التلميح، ينقد بجرأة لا تخشى مؤاخذة، ومن أهم ميزات البرنامج أنه أعفانا من رؤية مذيعة يمكن أن تقدم البرنامج بقميص نوم، أو ببنطلون مقطوع على الموضة.* الخطأ أمر بشري، لا أحد معصوم من الخطأ، المشكلة أننا نغضب عندما ينتقدنا أحد، أو يوجهنا أحد لتلافي خطأ ما، لماذا؟ لأسباب كثيرة، أحيانا تأخذنا العزة بالإثم، وأحيانا لأن الواحد منا قد ابتلي بداء العظمة الذي يهمس في أذن صاحبه (أنت فوق النقد، من ذا الذي يجرؤ على انتقادك؟)، فضلا عن أننا لإصلاح ما فسد نكره المصارحة، ونموت في المديح والثناء، وحمل المباخر، وقرع الطبول، ونفخ البالونات حتى تطير، تطير، تطير.. صح؟* وأنت لوحدك قد تتذكر بشرا صادفتهم يوما فكانوا من أطيب خلق الله قلبا، لم يجدوا كربة إلا فرجوها، ولا هما إلا بددوه، ولا مأزوما إلا ساعدوه، صنيعهم الجميل يقول دونما إعلان كما أن في الارض شوكا يدمي القلب فيه زهر ينعش الروح، وكما ان فيها نكرانا فاجعا فيها اخلاص يدهش، وكما أن فيها الماء المالح فيها العذب الفرات.* أعرف صديقة أقسمت ألا تترك ابنها إلا وقد شفي من إدمانه، أحضرت من ساعدها وتم ربط قدميه ويديه في سريره، وتولت أمره، هي التي تسقيه وتطعمه، كان يتمزق لحاجته إلى المخدر، لم تستجب، ولم تضعف، ولم تشفق على بكائه، شهور طويلة وهي تحرس قطعة من قلبها بعناية فائقة حتى استسلم، وتسلمته مصحة أكملت ما بدأته الأم الرائعة. السؤال كم أم قادرة على فعل ذلك؟، وكم مدمن يمكن ان يسمح باعتقاله داخل منزله؟! ليس سهلا أبدا، وليس حلا أبدا، الحل الناجع سد الثغرات التي يدخل منها المخدر، عندي أمل في عيون المراقبة الحارسة الواقفة على حدود الأوطان العربية ومنافذها لدفع خطر موت الشباب وهم أحياء.* طبقات فوق الهمس* يبدو أننا نسينا كلمة (عيب) ستتأكدون من ذلك بنظرة خاطفة لما تلبسه الحلوات من بنطلونات في المولات، ومراكز التسوق، والمطارات، والشوارع، والكافيهات.* يقول: أنا تعبان فرغم اخلاصي بعملي، والتزامي إلا ان مديري (مش طايقني، أعمل إيه)؟ اعمله قهوة، شاي، مغات، حلبة، كركديه، نسكافيه، منفعشي اعمله عمل.* قال: قلبي يوجعني، سألته لماذا؟ قال صديقي طعنه بينما كنت أقبل رأسه، قلت: ألم أنبهك كثيرا أنه ثعلب، قال: كان للقلب دون العاملين أقرب، ولم أصدق عمري أنه عقرب! وصدقت الآن يا طيب؟ اشرب.* مذيعة التلفزيون فلانه كشفت عن صدرها، وظهرها، وذراعيها، وساقيها، أما عقلها فسترته بالحجاب الشرعي!! ايوه ما عندناش بنات عقلها يبان على حد!!.* مطمئنة جدا، واثقة جدا، مؤمنة جدا بهذه الكلمات (ما أحزن الله عبدا إلا ليفرحه).* كوب شاي ساخن، وجوارب ليست مبللة، وبطانية تضخ الدفء، وزخات مطر تدق النوافذ بلا انقطاع تذكرني بـ 15 ألف طفل سوري يقاسون البرد القارس في مخيمات باردة، لا تنسوا الدعاء لتنزاح الغمة.