18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقال إن نوم الظالم عبادة، وذلك لأن في نومه راحة وسعادة لغيره وكفاية من شره. وهذا المثل لم يأت من فراغ، فهناك أشخاص فعلا نومهم وغيابهم المؤقت عن هذه الدنيا بمثابة عبادة لهم وأجر من الله عن الشرور والسموم التي يبثونها حولهم ما داموا مستيقظين. ولعل مدرب المغرب التطواني عزيز العامري أحد هؤلاء الأشخاص، الذين يثيرون البلبلة والجدل بلسانهم السليط والجاهل والبعيد كل البعد عن شيم التواضع والأخلاق الحميدة. الرجل معروف بعنجهيته وتصريحاته المسيئة لزملائه في المهنة والانتقاص من قدراتهم، مثلما حدث مع مدرب المنتخب المغربي بادو الزاكي الذي انتقص العامري من قيمته وانتقد تعيينه على رأس الجهاز الفني لأسود الأطلس، على أساس أنه الأحق بتولي هذه المهمة. ويا ليت "العامورينيو"، كما يلقب في المغرب نسبة إلى المدرب جوزيه مورينيو، يكتفي بانتقاد زملائه المتقاربين معه في المستوى أو الأفضل منه بقليل. لكن مخيلة المدرب الجامحة سمحت له بالتعدي على الكبار، ليسلط سوطه المسموم على اثنين من كبار المدربين في أوروبا هما مورينيو وأنشيلوتي، اللذين من وجهة نظر العامورينيو لا يفقهان شيئا في كرة القدم. حتى هنا، نستطيع أن نغفر لمدرب طموح ومعجب بنفسه أكثر من اللازم وواقع ضحية أناته المتضخمة زلات لسانه. لكن ما لا يمكن أن يغفره أي مشجع بسيط لكرة القدم، هو أن تنال شرف تمثيل بلادك في كأس العالم للأندية على أرضك وأمام جمهورك وتقابل فريقا متواضعا مثل أوكلاند سيتي لا يتوافر ملعبه الرسمي حتى على مدرجات الجمهور، ثم تخسر أمامه بتلك الطريقة المهينة وتخرج من البطولة ذليل الرأس، فهذا حديث آخر. أنا لن أخوض في الأمور الفنية داخل الملعب ولا في التغييرات التي أجراها العامري والتي أثارت سيلا من الانتقادات، لأن كل هذه الأمور من اختصاص المدرب كونه وحده من يتحمل مسؤوليتها. وقد أغالي في تسامحي وروحي الرياضية، وأعتبر أنه في نهاية المطاف هذه مباراة كرة قدم تحتمل الفوز والخسارة، وأن المغرب التطواني لم يكن مطالبا بتحقيق إنجاز مواطنه الرجاء العام الماضي. لكن المدربين الكبار عودونا عقب أي خسارة أن يتحملوا المسؤولية وأن يشكروا اللاعبين على جهدهم، لا أن يستهينوا بقدرات فريقهم وأن يعتبروا أن خسارتهم أمام أوكلاند سيتي شيء عادي، لأن "المغرب التطواني فريق صغير، وهذا أكثر ما يمكن أن يقدمه"، بالرغم من كل الإمكانات التي وضعتها إدارة النادي تحت تصرف الفريق. ولأن الطريقة التي يدرب بها (سبيشل وان المغرب) "يتمنى العديد من المدربين تعلمها ودراستها، ولأن أسلوبه في التدريب يجب أن يدرس"، كما صرح لإحدى القنوات عقب المباراة، فإنه من الطبيعي أن يتكبر على وسائل الإعلام وينعت بعض أسئلتها بغير الصالحة للإجابة عنها. فعلا إن لم تستح فافعل ما شئت، أجارنا الله وإياكم من داء الجهل والغرور وجنون العظمة.