11 سبتمبر 2025
تسجيلالآن ودورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة أوشكت على الختام، لابد لمختلف الجهات والقطاعات من البحث عن أفضل الطرق لاستثمار هذا النجاح الكبير الذي حققته الدورة، وهذا التفوق المنقطع النظير الذي حصدته بلادنا، وهذا الاجماع من مختلف المراقبين ممن حضروا أو شاهدوا الحدث، على تميز هذه الدورة عن بقية الدورات الآسيوية. هذه المكاسب التي حصدتها بلادنا لابد من استثمارها، فمكانة قطر اليوم تعززت ليس فقط على مستوى القارة الآسيوية، بل على مستوى العالم، وأصبحت الدوحة على لسان شعوب قارات العالم. ما يميز السياسة القطرية أنها اختطت لنفسها نهجاً مميزاً ربما غير مألوف، فها هي قطاعاتها المختلفة، سياسية كانت أو اقتصادية أو ثقافية أو تعليمية أو رياضية أو فنية، تعمل جميعها ضمن نسق يخدم في نهاية المطاف السياسة العامة، فالرياضة مثلاً تساهم بفاعلية في دعم السياسة الاقتصادية، وتدفع نحو تحريك عجلة الاقتصاد بصورة كبيرة، ولكن يجب على القطاع الاقتصادي استثمار هذه المكاسب التي تتحقق يوميا. قطر تلعب ادوارا سياسية عالية التقدير من قبل دول العالم قاطبة، وتحظى بمصداقية كبيرة في مختلف الأوساط، وتساهم بفاعلية في احلال السلم والأمن الدوليين، وهذا كله بفضل سياسة حكيمة ترعاها قيادة واعية. نحن اليوم على اعتاب مرحلة جديدة تدخلها بلادنا، وهذه المرحلة من المؤكد أن العمل فيها سيكون مضاعفا، ومطلوب من الجميع أفراداً ومؤسسات بذل المزيد من الجهد والعمل، فالانجازات التي تحققها بلادنا تفرض علينا القيام بمسؤولياتنا على أكمل وجه، وان نكون على قدر هذه المسؤوليات، فالعالم ينظر الى دولتنا اليوم على انها دولة قيادية، ولها مبادرات خلاقة على جميع الأصعدة، لذلك يجب ان نكون - أفراداً - أهلاً لهذه الثقة التي كسبتها قيادتنا الحكيمة. ثقة العالم تتعزز يوما بعد يوم بدولتنا، وهذا لم يأت إلا من خلال صدق مواقفها، والقيام بواجباتها تجاه قضايا العالم، والايفاء بوعودها على اكمل وجه. غدا لن يكون اليوم الاخير في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة الدوحة 2006، بالنسبة لنا في قطر، غدا ستبدأ مرحلة جديدة، عنوانها بحث عن انجاز جديد يضاف لسجل دولتنا الفتية، غداً لن يكون نقطة في نهاية السطر، بل حرف نبدأ بعده بكتابة حروف جديدة في مسيرة هذا الوطن العزيز.