14 سبتمبر 2025

تسجيل

جبهة الاحتلال الإسرائيلي مهتزة

14 نوفمبر 2023

حتى في المشهد الذي يريد قادة العدو الإسرائيلي أن يظهروا تماسكهم وتضامنهم وبالرغم من أنهم ارتدوا قمصانا سودا بشكل مشترك إلا أن المؤتمر الصحفي الثلاثي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يواف غالانت والوزير بيني غانتس انتهى بمشهد آخر حيث تصافح وزير الدفاع يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس متجاهلين رئيس وزرائهم نتنياهو الذي كان يلملم أوراقه في مشهد بدا أن غانتس وغالانت ينتظران اللحظة التي يخرج فيها نتنياهو من المشهد السياسي أو بصيغة أخرى يعلنون هذه اللحظة من خلال هذه المصافحة. يمكن القول إن مشهد الاحتلال في ظل الحرب منقسم وهذا أمر لا يبتعد عن حالة الخلاف بين هذه المكونات خلال العام الماضي وقبل بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، ثم الخلاف حول تحميل المسؤولية للمستوى السياسي أو المستوى الأمني في الفشل الكبير في توقع عملية طوفان الأقصى والتعامل معه، والذي أشار له نتنياهو في تغريدة له قبل عدة أيام اضطر لحذفها بعد تلقيه انتقادات وتهديدات بالانسحاب من الحكومة من بعض الأطراف. وقد رأينا كيف قام غانتس اليوم بطريقة المناكفة لنتنياهو بدعم قادة الجيش والأجهزة الأمنية والاستخبارية. إن هذه الحالة من عدم الثقة بين مكونات صنع القرار لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي تجعل الموقف الإسرائيلي ضعيفا ومترددا ومهزوزا أمام نفسه قبل أن يكون كذلك أمام الآخرين وقد ظهر هذا جليا في قرار الحرب البرية ومن المرجح أن مثل هذا الموقف المهزوز سينتج عنه قرارات خاطئة وبالرغم من حالة الطوارئ إلا أن عيون كل طرف على ما بعد الحرب وهذا ما يفقدهم الثقة في بعضهم البعض وتفقد جمهورهم الثقة بهم. بدا نتنياهو الأضعف من بين الثلاثي وظهرت منه عبارات يحاول فيها أن يظهر أنه قوي منها تأكيده أنه على اتصال دائم مع جو بايدن والأمر الآخر المضحك هو تقديره للدعم السياسي والأخلاقي من الشعب الأمريكي. كما طالب نتنياهو زعماء العالم بمواصلة إظهار دعمهم لإسرائيل وعدم الخضوع لأي ضغوط، وهذا الأمر يظهر أن الضغوط الشعبية في أوروبا مهمة جدا وتؤثر على المواقف الرسمية ويعتبر التغيير في الموقف الفرنسي مثالا واضحا على ذلك. أما غالانت فقد كان غير منطقي عندما ربط عمق العملية البرية بزيادة إمكانية الوصول للأسرى كما كان أوضح من نتنياهو في انتقاد الانتقادات حيث هاجم جرأة الأطراف التي تنتقد أخلاق دولة الاحتلال قائلا لن نقبل الوعظ الأخلاقي. لقد أثبت المؤتمر الصحفي الثلاثي لقادة دولة الاحتلال الإسرائيلي أن دولة الاحتلال ما زالت في قلب حالة الارتباك التي أصابتها يوم 7 أكتوبر وعلى المستويات السياسية والعملياتية والأمنية. من زاوية أخرى صدرت تصريحات متناقضة عن نتنياهو حيث قال نتنياهو «قلت إننا سنواصل المعركة لتدمير حماس حتى نهايتها، لكنني قلت أيضًا إن وقف إطلاق النار الوحيد الذي سنفكر فيه هو مقابل إطلاق سراح رهائننا». وبهذا فإن الاحتلال الإسرائيلي يكون قد تراجع شيئا فشيئا عن أهدافه بتدمير المقاومة ثم منع حكمها السياسي وصولا إلى تحقيق صفقة إطلاق للرهائن كما يقول. وعلى مستوى الرؤية لما بعد الحرب كان واضحا أن صناع القرار لدى الاحتلال ليس لديهم رؤية واضحة وكان حديث نتنياهو أن السلطة الفلسطينية لابد أن لا تتولى بشكلها الحالي مسؤولية القطاع يشير لذلك وهو الأمر الذي يختلف معه فيه حلفاؤه وخاصة الأمريكان. هذا فقط جانب من جوانب الاهتزاز في جبهة صنع القرار لدى الاحتلال الإسرائيلي ظهر في آخر مؤتمر صحفي قيادي تضاف لجوانب أخرى من الخلافات مع المجتمع حول الحرب وحول الرهائن وحول القوانين وحول كل شيء تقريبا.