13 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تقصص رؤياك

14 نوفمبر 2017

هل كثرة الظهور في الحياة لها أثر إيجابي علينا؟ ، نؤمن بأن الحياة كانت عادية وغير متكلفة بالكثير من مظاهرها حتى دخلت لنا الهواتف الذكية فجعلت من كثرة الظُّهور قصماً للظُّهور ، أصبح البعض يرغب بإظهار ذاته وبيته وممتلكاته بأفضل حال وبمبالغة كبيرة، لقد وصف الله قارون في كتابه الكريم حينما قال ((فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) ، فهنا اتضحت إن قيمة المرء ما يملكه فقيمته الاجتماعية يستمدها من محيطه وأصبح الناس يعتبرون لكل وزنه بحجم ما يملكه من مال ، لذا أصبحت النفس البشرية تتمنى لنفسها ما تتمنى لغيرها وإن طالت المسافات عن مبغاتها بدأت بتمني زوال النعمة عن من حولها لعلها تصيب فتتحول لهم والبعض يتمنى زوال النعمة دون أن تصل له والنوع الأخير يراقب غيره ويضبط أقواله وسلوكياته حتى يقع في أسوء حال جراء الحسد والغيرة. اليوم تصبح مواقع التواصل الاجتماعي ، ومجالسنا وبيوتنا مليئة بمن يتكلم محاولاً إظهار ما يبين مظاهر حياته حتى يثني على كلامه الناس في إنفاقه وما وصل له رغم أن ذلك مرض وظاهرة خطيرة فكما يقال لله درُّ الحسَدِ ما أعْدَلَه بدأ بِصاحِبِهِ فَقَتَلَهُ ، والأسوأ من ذلك كله أن يأتي اللوم على من لا يتحدث وهو مؤمن بأن السكوت في غالب الأمر درء عن مصائب قد تأتيه ، أو فعل أو قول يفسر بطريقة ما ، لذا نحترم من لا يتحدث إلا في مجاله وفي تخصصه و نوبخ من أصبح موسوعة يحلل حسب اعتقاده ويعمم ذلك على غيره بأنه الأصوب والأفضل والأحسن فقط لمجرد الظهور والتسطيع الاعلامي له ، إننا في وقت ننصح فيه أن لا نقصص رؤيانا على الجميع وأن نراجع ما ننشره من مظاهر مكتوبة أو ما نردده على ألسنتنا في صور أو فيديو أو نصوص قد تحمل وراءها نتائج غير محمودة لناشرها وناقلها.