31 أكتوبر 2025
تسجيل**منطقة الخليج تغلي والشعوب لن تسكت أبداً عن تجاوزات الحكومات عاجلاً أو آجلاًالهرولة للتطبيع مع إسرائيل شكل من أشكال التخاذل العربي المفضوح من قبل الدول عندما تم اشعال الأزمة المفتعلة ضد قطر من قبل دول الحصار، كان الكثير يتوقع أن تزول هذه الغمة خلال أسابيع او أشهر، لكن يبدو أن الأزمة قد طال امدها.. لأن من افتعلها كان يريد لها أن تستمر لفترة أطول لتحقيق بعض الأهداف السياسية والاقتصادية بعيدة المدى مع كل اسف.. واليوم تدخل الأزمة شهرها السادس ويبدو ان خطط سيرها قد تغيرت تكتيكاتها لتحقيق مآرب أخرى.إذ تبين أن دول الحصار بدأت تتهافت على التطبيع مع اسرائيل بكل حماقة ودون استشارة الشعوب في هذا التصرف الأرعن.الزج باسم إسرائيل في الأزمةلاشك أن لجوء دول الحصار الى التخبط في السياسة من خلال المواقف الغريبة والمستهجنة من قبل شعوبهم جعل هذه الحكومات تسقط من عيون هذه الشعوب، لان الحكومات لم تقم بأي استبيان قبل الاقدام على هذا التطبيع.. وهو ما يعني أن الشعوب لا كلمة لها ولا اعتبار ولا أي قيمة تذكر في هذا التوقيت بالذات بعد اتخاذ هذا القرار التاريخي في حياة الأمم.وهو ما يدل أيضا على أن الحكومات لا تتصرف من نفسها بقدر ما تتلقى الإملاءات الخارجية المفروضة عليها من دول خارج المحيط الجغرافي لها، وهو ما يحقق مصالح تلك الدول بما يعود عليها بالفائدة من الناحية الاقتصادية في المقام الأول، ويجعل الأحوال تسوء أكثر في الدول التي هرولت للتطبيع مع إسرائيل.الأمر خطيرنعم فالمسألة لم تعد فقط الهرولة للتطبيع مع إسرائيل فقط.. بل بمخالفة العهود والمواثيق الموقعة بين دول مجلس التعاون الخليجي أولا وقبل كل شيء.. فالاتفاقيات التي ابرمتها هذه الدول من خلال منظمة مجلس التعاون اصبحت مجرد حبر على ورق وبلا جدوى.فدول الخليج العربية كانت تلتزم بحماية أي دولة من دول الخليج الأخرى، اذا ما تعرضت الى اي اعتداء او حصار ظالم كما هو الحال مع غزو الكويت سنة 1990 م، حين هبت كل دول الخليج لنجدتها وتحريرها بعد ذلك في عام 1991م.ولكن الوضع في هذه الأيام اختلف كثيرا.. فأصبحت بعض دول الخليج هي التي تسعى إلى التخريب والتدمير لبعض الدول من نفس المنظمة الخليجية.. بعد ان انقلبت الآية.. واصبح الأخ هو العدو.. والمظلوم هو الظالم.** الأدهى والأمر في المسألةان الشعوب اصبحت مغيبة ولا تستشار في اي مسألة.. وما عليها إلا السمع والطاعة وإلا سيكون مصير كل من يرفع عصا العصيان الزج به في السجن وبئس المصير.فحالات الاعتقالات والتعذيب والضرب بيد من حديد في بعض دول الحصار اصبحت هي السمة الشائعة في التعامل مع هذه الشعوب حتى تخضع للأمر الواقع دون عصيان لاوامرها الدكتاتورية.. وهو ما يحدث تحديدا في كل الدول الظالمة في هذه الايام عبر الازمة الخليجية المفتعلة ومواصلتها لعداء دولة قطر بكافة الوسائل والاساليب القذرة وغير الانسانية.** كلمة أخيرة:السياسة قذرة كما يقولون.. ورغم كل ذلك فان شعب الخليج الواحد يرفض ما يحدث على ارض الواقع من تطبيع مع اسرائيل دون اي مبرر.. وهذا ما تريده هذه السياسة من خلال الإملاءات المفروضة عليها بطريقة لا تخفى على أحد.. فمنطقة الخليج تغلي والشعوب ربما لن تسكت ابدا عن تجاوزات هذه الحكومات عاجلاً أو آجلاً.. فما تشهده المنطقة اليوم هو بمثابة شكل من اشكال التخاذل من قبل بعض سلطات الخليج والايام المقبلة ستكشف المزيد من التنازلات لصالح أعداء الأمة.