13 سبتمبر 2025
تسجيلفي كل وسائط الإعلام وعبر كل العواصم لا حديث الآن سوى عن بعض المجازر التي ترتكب باسم الإسلام، في نيجيريا مثلاً جماعة "بوكو حرام" وفي العراق وبلاد الشام داعش.. وأنا لا أعرف كما لا يعرف غيري حقيقة الأمر.. هل ما يتم تقديمه ورواجه جزء من الحقيقة، أم أنها مبالغة، القصد منها تشويه صورة الإسلام الحقيقي. ذلك أن الإسلام وعبر كل العصور قد تعرض لمثل هذا الأمر.. قد يقول قائل وما ذنب الدين الحنيف فيما يرتكبه شرذمة من الأفراد. كما أننا لا يمكن أن نحاسب الأفراد عبر كل العواصم والمدن في العالم قاطبة على الأخطاء التي يرتكبونها، كما لا يمكننا الحد أو الوقوف في وجوه جميع الأفراد مع هذا نقول إن الدين الحنيف مسؤولية الأفراد والجماعات على حد سواء. نعم لا نستطيع أن نمسك بالعصا ونتحول إلى معلمين في المدارس الابتدائية، وعبر التاريخ ظهر من يعتقد في قرارة نفسه أنه على صواب والآخرون على خطأ.. فظهر مثلاً القرامطة وما قاموا به من دور لفترة زمنية، كما أن ثورة الزنج استمرت لسنوات، وعاد حسن الصباح عبر قلعته (الموت) ليؤرخ لفترة قصرت. ولكن كل هذه الحركات التي ادعت الإسلام من وجهة نظرها كان عمرها الافتراضي أقل من القليل.الدين الإسلامي قد تعرض للعديد من المواقف، ومع هذا فإن كل التيارات التي جنحت بعيداً عن الإسلام الحقيقي كان مصيرها إلى الزوال وقدم العديد من رموز الإسلام الحقيقي مواقف عظيمة ورائعة تدل على الإسلام الحقيقي.ألم يتعرض كل من أحمد بن حنبل والإمام مالك والإمام الشافعي وغيرهم إلى التهديد والوعيد، ومع هذا فمن يتذكر الآخر، ولكن هؤلاء بقوا رموزاً تنير الطريق، طريق الهداية والرشاد لأمة تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. التاريخ يقدم لنا صوراً شتى لموقف الأئمة الكرام في رفضهم المناصب الدنيوية والخوف من الإفتاء دون وعي أو إدراك، كان الأئمة الكرام يفحصون الأمر من كل جوانبه، حتى إن واحداً من أبرز الأئمة قد رفض المنصب الدنيوي وقال: أنا لا أصلح لها.. فلما قال له الخليفة كذبت.. كان هذا رداً شافياً لإسكات الخليفة.. فالكذاب لا يصلح لأي أمر، وهكذا هرب عبر الفطنة والذكاء من تحمل الأمر.. وللحديث بقية.