08 نوفمبر 2025

تسجيل

حصاد الربيع

14 نوفمبر 2014

في الوقت الذي نرى إسرائيل تريد أن تعيد الهيكل وتهوِّد القدس، ويصرح نتنياهو للـ"سي إن إن" أن حلم إسرائيل الكبرى الذي نادى به ابن جوريون من النيل إلى الفرات سيتحقق على يد خصومنا دون أي خسائر منا، في الوقت الذي تهدم فيه بيوت المقدسيين، وصمت عربي وسلاح العرب وإمكاناتهم ضد بعضهم البعض، العرب اليوم يقتتلون، فالربيع الذي طبل وزمر له عدد من الأحزاب، ما هي نتائجه اليوم!! أنظمة أشد قمعا من الماضي. عاد نظام أشد من نظام مبارك في مصر، وهاهم اتباع القذافي يضربون خصومهم برغبة العودة، وهاهو علي صالح في اليمن ومع النظام الكهنوتي يريدون العودة بشراسة للسلطة باليمن، وهكذا دواليك. وهاهو الحزب الاشتراكي الذي دمر اليمن الجنوبي يريد العودة للحكومة كبطل وكأنه قدم المن والسلوى والسعادة من استقلال الجنوب؟ ماذا يجري في العالم العربي الذي أنجر إلى وسيلة تغيير كان هدفها ذهاب الشباب الذي لا خلفية له بما يجري وتاريخ المنطقة واستغله دهاقنة وساسة الأحزاب لوصولهم للسلطة ويقولون لهم مشكورين أديتم واجبكم وأوصلتمونا للسلطة. الأحزاب المعارضة كانت فاشلة مهما كانت شعاراتها وأفلست، لقد كانت صدمة المواطنين والشباب بما رأوه ولم يكونوا يتوقعوا أن تصل الأمور لهذا الحال، أصبح العالم العربي بين مطرقة إيران وسندان إسرائيل، وبمباركة الغرب الذي حقق أهدافه ومصالحه من خلال ما جرى، ضاعت الحقيقة وتاه الناس، وسفكت الدماء وتدمر الاقتصاد، وانتشر الخوف.نجد أن العراق تتصاعد الأمور فيه، وكلما أراد الناس أن يحصلوا على العدالة والمساواة والحقوق وعدم هيمنة فئة ورفض الهيمنة الإيرانية، نرى صناعة جماعات إرهابية ومتطرفة، ويتدخل الغرب لدعم النظام الطائفي ببغداد. ونجد أن ليبيا يصدر فيها قرار المحكمة ويتم رفضه ونجد فيها جيوشا عديدة وتدخلات كثيرة وسلاحا يدمر ليس لتحرير القدس وليس للدفاع عن كرامة الأمة، وإنما لقتل الناس بعضهم، والكل يتفرج ويصمت. ونجد اليمن أن المليشيات الإيرانية تقرر تصعيد الوضع وتقوم إيران بدعم الانفصال وجر المناطق لحروب أهلية، ورغم تشكيل الحكومة والاتفاق والتفويض إلا أن المليشيات لا تعترف بأي فئات سواها وتوجه رسالة للجميع بأن يتنحى لصالحها ويستعمل الوضع بالقوة والمال وبالاتفاق مع الرئيس السابق والمواطن يشعر بالرعب والإحباط والخوف.ويرى المواطن السوري استمرار النظام بدعم غربي غير مباشر وصناعة جماعة تطرف، والمهم أن الكل يدمر بيوت وشعب سوريا والسلاح الذي اشتراه الشعب لا يوجه للدفاع عن الوطن والأراضي المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي وإنما لقتل الشعب والأطفال والنساء وبسلاح وخبراء أو مليشيات إيران حليفة إسرائيل في دمار الأمة العربية. وهذه مصر اليوم تعيش في حالة صراعات واستنزاف مؤسف لم تعرف له مصر مثيل، وهؤلاء الفلسطينيون عادوا للخلاف والاتهامات والانقسام وفشل المصالحة، فماذا يجري ومن صاحب المصلحة، وهناك إعلام يصعد ويشعل ويوقد النار بين الجميع في الوقت الذي يفكر العالم في الشركات الاقتصادية والتنموية يشعر المواطن العربي بالإحباط من الإعلام الذي يصعد وينشر ما يثير الأحقاد والكراهية ويفقد الأمل ويثير الكراهية والحقد.ماذا ينتظر المواطن العربي الذي ضاع وسط هذه الأحداث، حتى الجامعة العربية انهارت ولم يعد أحد يسمع لها صوتا، ولم يعد ما يجعل أي مؤسسة تقوم بدورها، وكأن ذلك مقصود أن يتيه العرب كما تاه بنو إسرائيل في صحراء سيناء أيام موسى، فلا ساسة ولا مفكرين ولا علماء ولا عقلاء ولا حكماء، الكل مشترك في الصراع وعدم الموافقة على الحوار، انعدام الثقة ومعظم قضايانا مع الأمم المتحدة، ولو تأملنا لوجدنا أنها خلافات لا معنى لها وإنها ممكن حلها إذا قرر الناس القبول ببعضهم والقبول بالعيش مع بعض وأن يقتنع رجال السياسة الأحزاب بالقناعة وتعلموا من الغرب بعدم الإصرار على الدوام إلى وقت تزول الغير بالسلطة.عبد الباقي عبد الثابت عبد الدائم، وا أسفاه نجد أجيالنا محبطين وأغلب الناس مشغولة بآخر موديلات الجوالات وآخر موديلات الملابس، وكأن ما يجري ليس له وجود ومات الإحساس والشعور عند الجميع وانعدمت الثقة ولا يطيق أحدنا الآخر، لقد آن الأوان أن نعيد النظر فيما نحن فيه، وأن نرفض لغة السلاح والقوة والجماعات المسلحة والإرهاب وفرض الرأي بالقوة والعنجهية، كما يجري في اليمن، هذا الشعب الذي سيطرت عليه مليشيات إيران في وقت أسرع من البرق والعرب يتفرجون عليه، شعب ليبيا الغني بالخيرات أمواله تدمّر أمامه وهو الذي أراد التخلص من القذافي تحول إلى لاجئ ومدمر ولا يوجد من يساعد على لملمة الوضع وحل المشاكل وإنما التصعيد والمعاندة وحب البترول على الناس، وهذا العراق الذي أمواله وبتروله يذهب للحرب وهو خائف جائع مشرد وبيئته ملوثة والقتل على الهوية الطائفية وأرضه بيد خصوصه وكذلك سوريا التي أصبحت ركاما.هذه الكوارث الإنسانية والدمار صبت لصالح أعداء الأمة المجاورين إسرائيل وإيران، وبمباركة غربية التي صرفت نظر العرب عما يجري في القدس وفلسطين لتوجههم لقضايا مصطنعة وبلع العرب الطعم.آه آه آه يا أمة ضحكت منها الأمم، أين العقلاء ولا يوجد من يعترف بالأخطاء ويطالب بالتصميم، لهذا غير موجود عندنا ومن المحرمات لأن الكل معصوم، وهناك منافقون مداحون قتلوا الجميع بالتعصب والنفاق، فلا يوجد من ينصح ويطالب بالمراجعة والتقييم والاعتراف بالأخطاء حتى الذين نشاهدهم بالقنوات يعيشون بأبراج عاجية وكأنهم ينظرون للمريخ والزهرة.