28 سبتمبر 2025

تسجيل

استضافة العالم الرقمي في الفضاء الافتراضي ( 2 - 2 )

14 نوفمبر 2012

ما سيمكن دول الخليج من تحقيق نجاحات في الاقتصاد الرقمي هو إقامة شركة تملك حاسوب السوبر أو ما يسمى بمزارع الخادمات الرقمية ليستضيف المواقع العالمية ويوفر على شركات مثل قوقل نسبة مغرية من مصاريف الطاقة وهي النسبة الأعلى في فاتورتها الشهرية والسنوية،وكما حصل في الصناعة حيث تحولت الشركات للتصنيع في الصين حتى تخفض مصاريفها فإن شركات الحاسوب هي معنية بخفض مصاريفها بشكل أكبر مقارنة بشركات التصنيع ،بل إن العملية أسهل عليها بكثير، فليس هناك تساؤلات عن جودة المنتج فهنا المنتج إلكترون وسرعة نقله بسرعة الضوء وظروف نقله مماثلة في كل مكان، أي أن كل ما شاب مرحلة التحول في الصناعة لن يشوب مرحلة التحول في حال توفير الطاقة الرخيصة للشركات الرقمية،لكن هناك محاذير مثل أمن المعلومات وخصوصية تلك الشركات ومطالب أخرى أنا متأكد من قبل كل شركة، ولكن ما أن تبدأ شركة في التحول إلا أن تتبعها الشركات الأخرى لأن بقية الشركات لن تستطيع أن تنافس في حال كانت تكلفة خدماتهم أعلا مقارنة بالشركات المنافسة، أو الشركات في نفس القطاع مع العلم أن عالم الفضاء الافتراضي حساس لعنصر التكلفة في حين يجد مستخدمي الشبكة أن هناك شركات تقدم نفس الخدمة بأقل التكلفة سوف يتحولون وبكل سهولة وبدون تردد إلى الشركات ذات التكلفة الأقل، ولذلك هناك حتمية في حال استطعنا أن نوفر حلولا رقمية أرخص أن يكون من الصعب على بقية العالم منافسة المنطقة خاصة في العالم الرقمي، وأنا هنا لن أتطرق لما ستجنيه كل دولة والاقتصاد من تحويل البرميل إلى طاقة رقمية وبيعه بكل حرية من خلال الفضاء الافتراضي بدل بيعه كمادة خام وتوفير عمليات النقل والتخزين والوسطاء، مما سيكون له المردود الأكبر على ميزانيات كل دولة، وهذا تأسيس لقيام صناعة رقمية وشركات تخدم الاقتصاد في مجمل مناحيه، حيث سيكون توافر الطاقة الرقمية محفز لقيام مشاريع وشركات تعتمد على الطاقة الرقمية ،حيث إنشاء خدمات الحوسبة السحابية والضيافة الرقمية للمواقع وتوفير الخدمات الأمنية للمواقع وتحويل محتويات المنتج الثقافي للدولة إلى المعلومات والتطبيقات والتحديث ممكن من خلال توفر الطاقة الرقمية وهذا سيوفر ميزة تنافسية للشركات الوطنية الرقمية، كل هذا يؤسس لقيام اقتصاد رقمي معرفي منافس يعتمد على المكونات الطبيعية للاقتصاد الوطني من طاقة رخيصة إلى وفرة رأس المال إلى قلة عدد السكان، وكل هذه الصفات الأساسية تحتم التوجه إلى الاقتصاد المعرفي ولذلك فإن تحويل الطاقة الأحفورية إلى طاقة رقمية هو رقم أساسي في تطوير الاقتصاد الوطني ونقله إلى المرحلة القادمة من التطور التاريخي والإنساني . بهذه الخطوة تكون بلدان المنطقة قد ابتعدت عن الصورة النمطية التي بنيت في العقود الماضية عن تجارة الطاقة الخام ومدى أثرها على البيئة وأسعارها المرتفعة هذه الصورة التي رسخت من قبل الغرب حتى يلقي باللوم على جهات أخرى ينسب لها فشله في سياساته الداخلية وجشعه في استخدام الطاقة وعدم رعايته ومراعاته للتداعيات البيئية،كل هذا سيكون من مخلفات الماضي في حال تم دعم مثل هذه المشاريع، وستكون الدول العربية ولأول مرة حرة في بيع طاقتها دون الرضوخ للأسواق العالمية والتي بطبيعتها تخدم الغرب عن وعي أو ثقافة ،وتصبح المنطقة حرة في تسويق منتجها عبر العالم ودون تدخل دول الغرب أو أسواقها في تحديد أو فرض إجراءات أو إتاوات أو التهديد بأي شكل من الأشكال مصالح العالم العربي، وتحصل على الأمان والاستقلال الرقمي، بل إن المنطقة ستكون هي المحرك والمحدد لطبيعة السوق ودون أي تبعات عالمية أو ظهور في العالم الغربي أو الآسيوي في شكل المستغل بل في شكل المنقذ للاقتصاد العالمي الرقمي والمعرفي .