12 سبتمبر 2025
تسجيلأرسل الله تعالى رسولنا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وهذا يتطلب منا أن نقتدي به حتى يسود أجواءنا الاجتماعية التعاطف والتراحم والبر، وقد قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبطه الحسن وعنده الاقرع بن حابس، جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه الرسول وقال: "من لا يرحم لا يرحم"، إن العولمة يا معشر الشباب تنشر اليوم روح القوة وأخلاقيات السيطرة والمنافسة، وأنتم تلاحظون هذا من خلال الدورات التدريبية المتعددة التي يلتحق بها الشباب ومن خلال الإعلانات التجارية التي تفوق الحصر، ومن خلال الأحاديث التي نتداولها في المجالس.. لا ريب في أن أمة الإسلام في حاجة اليوم إلى أكبر عدد ممكن من الأقوياء والمتفوقين، ولكن لا يجوز أن يتضخم هذا على حساب الرحمة والإحساس بمن حولنا، فالرحمة تتصل بالعطاء والإحسان على حين أن القوة تتصل بالاستحواذ والأخذ والغلبة والسيطرة، ومن المهم أن ندرك ذلك على نحو جيد. إننا يا أبنائي حين نعطف على الفقير والضعيف واليتيم والمعوق، فإننا نصبح قريبين من الله تعالى. وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: "احضروا لي الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم". قال صاحبي: ماذا يعني هذا بالنسبة لشبابنا؟ قلت: إنه يعني الآتي: 1- على كل منا ألا يغتر بقوته أو ثروته أو منصبه.. فيتحول إلى متكبر جبار لا يعرف الرحمة. 2- تجاوبوا مع المشاعر الحزينة، واظهروا التأثر والاهتمام بما تسمعونه وترونه من فواجع جيرانكم واخوانكم وتعاطفوا معهم وساعدوهم. 3- ارحموا الخدم ودربوا أنفسكم على التغاضي عن هفواتهم وليتخيل كل منكم أن يضع نفسه في مكانهم. 4- لا تشمتوا بالعصاة والمذنبين، ولكن اشفقوا عليهم وارحموهم وانصحوهم وحاولوا أن تأخذوا بأيديهم إلى طريق الهداية. 5- أحق الخلق بالرحمة هي نفوسنا ورحمتنا لها بأن تحاول اعتاقها من عذاب الله تعالى من خلال الاستقامة والعمل الصالح، كما أن علينا أن نشفق عليها من خلال ترك توبيخها على نحو دائم، إذ ليس من الصواب أن نمارس الجلد الذاتي بسبب ومن غير سبب، بل على كل منا أن يراجع أعماله، فيحمد الله، فيشجع نفسه تارة، ويلوم نفسه، ويعزم على الكف عن الخطأ والمعصية تارة أخرى. 6- عليكم معشر الشباب أن تكونوا أسوة حسنة للجيل القادم في الجد والاجتهاد والتفوق الدراسي، وطاعة الوالدين وبرهما، وطاعة معلميكم واحترامهم، وأن تجيدوا العربية قبل اللغة الأجنبية، واقبلوا عليها لأنها لغة القرآن.