16 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالة إلى من يهمه الأمر بشؤون الحج!

14 نوفمبر 2011

الإحساس بالمسؤولية قد لا يتوافر لدى الجميع، وقد لا يكون على نفس القدر، لكن هناك أوضاعاً وحالات لا تحتمل إهمال المسؤولية حتى لو أضافت للمرء أعباء تضايقه، وإذا كان تحمل مسؤولية الغير في حالة احتياجهم للمساعدة شهامة، فلابد أن نتحدث فيما حدث بحج هذا العام لعل السادة المسؤولين ينبهون إلى عدم تكرار ذلك في حج السنوات القادمة، لأن ما حدث حدث متكرر، والحدث هو ضياع الحجاج عن أمكنة سكنهم، ومعروف أن الذاهب للصلاة بالحرم يوقن أنه يمكن أن يضيع من رفاقه في طرفة عين بفعل أمواج البشر التي تتدافع في السعي أو الطواف، ولأن هذا الأمر قهري ولا دخل لأحد فيه قد يضيع حاج من قافلته التي دخل الحرم معها، وقد تنهي الصحبة المناسك وتعود إلى السكن دونه بعد أن فشلت في العثور عليه في زحمة تشبه زحمة يوم الحشر، وهنا أمام الحاج التائه أحد أمرين، إما أن يذهب ويجلس بمكتب المفقودين إلى أن يسأل عنه رفاقه فيأخذوه، وإما أن يستنجد بأي حملة من قطر لتعيده إلى محل سكنه، إذ معروف أن الكثير من حملات قطر تسكن أيام الحج بالعزيزية، ولقد حدث في حج هذا العام ما يدعو للأسف والدهشة، فقد تاه حجاج من رفقتهم بزحمة الحرم الرهيبة، فخرجوا من الحرم بحثاً عن رفقتهم بالساحة الخارجية لعلهم يلتقون أحدهم، فلما فشلوا في العثور على أحد من حملتهم توجهوا إلى موقف باصات حملات قطر وشرحوا الأمر لمسؤولي الحملات الأخرى القادمة من قطر، أوضحوا أنهم تائهون، ولا توجد معهم خريطة، ولا عنوان، ولا يدلون الطريق لكن للأسف لم يجدوا أي مساعدة، لقد رفضت الباصات الموجودة ضمهم لحجاجها وتركتهم بالشارع تأكلهم حيرتهم وقد جن عليهم الليل. السؤال هل يصح أن يحدث هذا؟ ألم يكن من المروءة ومن أخلاقيات الحاج في أطهر بقع الأرض أن يكون رحيماً، متعاوناً، رؤوفاً بالناس، يهرع لمساعدتهم وطمأنتهم والتخفيف من معاناتهم، خاصة أن في التائهين مسنين وشياباً من الرجال والنساء؟ للواحد منا أن يستشعر شعور المستغيث بأخيه من قطر ليوصله إلى سكنه ومأمنه وهو يعرف أنه قادر على ذلك ويستطيع، ثم يجد الرد أن إيصال حجاج الحملات التائهين ليس من مسؤوليتنا ولا من اختصاصنا، تصوروا إحساس الضائع عن سكنه وحيرته وهو يعرف أن أمامه من يستطيع أن ينهي هذه الحيرة، ثم هل من المعقول أن ترفض بعض حملات قطر توصيل التائهين إلى مقارهم، بينما تجتهد حملات الدول المجاورة التي استغاث بها التائهون لتوصلهم إلى سكنهم بكل طيب خاطر، وسماحة نفس رغم مشقة معرفة العنوان الصحيح وقد نسي الحاج بطاقة التعريف باسمه ومحل إقامته وخريطة السكن؟ في الحقيقة آمل من لجنة شؤون الحج إن كان هذا الأمر يدخل في اختصاصها أو ممن يهمه أمر حجاج قطر أن يناقش هذه المشكلة التي تكررت والتي عانى منها الحجاج المسنون ويتبنى تنبيها للجميع بأن كل قطري مسؤول عن اخوته، قطريين أو مقيمين بغض النظر عما إذا كان من نفس الحملة أو من غيرها، وان التعاون والرحمة عنوان رئيسي لحملات قطر، وجميل أن يعرف الجميع أن المروءة، والشهامة، والواجب، تحتم أن نغيث من استغاث بنا، خاصة أن أكثر من حالة كانت لشياب لا حيلة لهم في بلد لا يعرفون دروبه، وكل التحايا الطيبة لكل من ساعد الذين فقدوا التواصل مع حملاتهم وأمنوا لهم المأوى حتى تسلمهم مندوبو الحملات، أما الذين يتصورون أن ضياع أي حاج من حملته وفشله في العثور على مقره أمر عادي فلهم نقول لن تعرفوا طعم حيرة الضياع إلا إذا ضعتم وتسولتم من يوصلكم إلى سكنكم فأبى وترككم في الطريق على غير هدى. * * * * مشاهد عديدة تؤكد أننا مازلنا كما نحن دائما، فرغم قداسة المكان وحضوره المهيب استخف البعض بالزمان والمكان ولم ينفصل بروحه إلى حيث حضرة الحبيب، فهذا يلصق الجوال على أذنه ويعطل الطواف لأنه يتحدث مع أحدهم، وتلك تضحك مع جارتها وقد همست في أذنها شيئاً، وثالث يؤذي جاره (بضربة كوع) لأنه يحاول الوصول إلى الحجر الأسود، ورابع لا يهتم بأن اللاتي أمامه نساء فتراه يزيحهن من طريقه بخشونة فجة، وخامس يبصق على الأرض التي قد يصلي عليها غيره، وسادسة تتوضأ في درام ماء زمزم بالحرم النبوي (تتف وتنف) دون أي اعتبار ولا إحساس بأنها تفعل فعلاً منكراً قد يبطل صلاتها، يبدو أننا لا نتغير، اعتدنا الإخلاص للخطأ، والمخالفة، والاستخفاف حتى وإن كنا بالحرم!! * قلت للطبيبة الحاجة "زمزم لما شربت له" فماذا طلبت؟ قالت طلبت من ربي أن يهبني الحكمة، قلت لها لماذا الحكمة، قالت لأن الآية تقول ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، أعجبني كلامها وعندما تأملته وجدت أن الحكمة رأس كل فلاح ونجاح، وأنها تضمن خيري الدنيا والآخرة، إذ لا يندم الحكيم على فعل أو قول. * بالورود الجميلة استقبل الأحباب والأصدقاء أحبتهم، إنهم ورود أهدت وروداً.