11 سبتمبر 2025

تسجيل

مغنواتي

14 أكتوبر 2020

لمصر مكانة خاصة في قلوب كل العرب، خاصة لمن تلقى العلم عبر معاهدها وجامعاتها المختلفة، كما أن التاريخ يحفظ لمصر تاريخها الحضاري والثقافي والفكري والفني.. ومنذ طفولتنا البكر ومصر حاضرة في ذاكرتنا عبر كوكبة من الأساتذة الأجلاء، خاصة أننا فككنا غموض المفردات عبر عطائهم الذي شكل بلا شك وجداننا. كما عاشت في وجداننا ترانيم رافقت طفولتنا عبر المرحلة الابتدائية بجانب تأثير الإعلام الناصري في تلك الحقبة من عمر الزمن، كان عبدالناصر الرمز، كما احتلت صور الفنانين ذاكرة طفولتنا عبر الهدايا المجانية المرافقة لبعض السلع الاستهلاكية.. وتشكل أيضاً اكثر من حزب فني.. حزب عبدالحليم حافظ وحزب فريد الأطرش، كما أن المجلات لعبت دوراً في تجسيد الانتصارات الوهمية والحقيقية ؟. القاهرة العاصمة عاشت بكل شوارعها في قلوبنا، القاهرة بكل المقاييس مدينة أخرى، وكم كان سيد حجاب وعلي الحجار عبر حنجرته صادقين وهما يعبران عن هذه المدينة بكل تناقضاتها، ولولا هذه التناقضات لما أصبح لها هذا الحضور في الذاكرة، وفي كل أطر الحياة.. كانت القاهرة ترمومتر الحياة السياسية قبل الثورة وبعد الثورة، وكان تأثير الزعيم جمال تأثيراً واقعياً بحق في السياسة، والفكر والفن عبر وسائطه من الأفلام والأقلام والإذاعات والسينما، أحلام الأمة من المغرب إلى المشرق، هذا الحلم الذي تحوّل إلى كابوس ذات مساء!. القاهرة، ومقاعد الدراسة.. والجيران وصراع الأهلي والزمالك.. والمؤسف أن مصر الماضي وتلك الذكريات الجميلة تحوّلت إلى واقع آخر.. صراع كوميدي بحق أين منه روائع نجيب الريحاني وعادل خيري وسعيد صالح وعشرات الأسماء.. الصراع الآن بين الأقلام ومجموعة من الشباب ممن يمتهنون الغناء تحت مسمى مطربي المهرجانات، تناسى الإنسان هناك وباء الكورونا.. وتناسوا مع الأسف قضية النيل وسد النهضة، أصبح حسن شاكوش وعلي المطرقة، وحمودة بيكا وحاتم فهمي ومحمد نور وعبدالباسط حمودة وعشرات الأسماء القضية الأساسية.. والحقيقة أن هؤلاء يقدمون فنهم لجيل آخر. أول من وضع الإسفين في الأذن المصرية "شعبولا.. والهي الهي.." ومن ثم توالى عدد من هذه النماذج، وللحقيقة فإن بعض الأصوات صالحة للغناء، ولكن العيب في المفردة الحديثة القديمة، مثل رائعة سامر المدني "اشرب حشيش"، خاصة بعد أن أفتى شيخ أزهري أنه حلال فما المانع من طرح هذا النموذج؟. قديماً كان هناك يونس القاضي وسيد درويش، ولاحقاً كان مونولوجات صفية حلمي وحسن فايق وإسماعيل ياسين وآخرين، والآن يحتل الساحة علي قدورة ونور التوت وعصام وعشرات الأسماء وهؤلاء يثيرون الواقع.. ونظراً لأهمية هذا الموضوع أصبح الإنسان محصوراً بهذا الموضوع الحياتي، أما سدّ النهضة وغلاء المعيشة.. فالأيام كفيلة بحل كل المعضلات!. [email protected]