12 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ ثلاثة أسابيع حللت ضيفة على مركز (روضة بنت محمد) لتحفيظ القرآن الكريم وقد استجابت الأخوات هناك للمساعدة في فعل خير جزاهن الله خيراً، ولقد أعجبتني جداً تلك النافورة التي تتوسط المدخل يحيطها زرع يريح العيون، وجلسة هادئة كتلك التي تطالعنا في مداخل الفنادق، هدوء يلف المكان وترتيل من بعيد لقارئات القرآن، طفت مع الأخت (معجبة) مديرة المركز أتصفح المكان لأتلمس واحة طيبة لتحفيظ القرآن وتجويده، مجهزة بكل ما يخدم الراغبات في الانضمام للمركز لتأهيلهن بضوابط التجويد على يد متخصصات مؤهلات لهذه المهمة النبيلة، وكذا قاعات للمحاضرات، ومكتبة تضم أعداداً كبيرة من الكتب الدينية والمراجع، كما أن للمركز أيضاً نشاطات دعوية مختلفة، ومعارض تقام لأهداف جليلة برعاية وعناية كل فريق العمل بالمركز، شخصياً أعجبتني روح الفريق التي يتعامل بها الجميع خدمة للهدف الأسمى الذي يليق بأخلاقيات المتعاملات مع كتاب الله، أيضاً استوقفتني (حضانة) المركز المخصصة للرضع والأطفال والمجهزة بكل التجهيزات اللازمة لراحة الصغار من أسرِّة، وألعاب، وأغطية، وقد أُعدت لاستقبال أبناء مدرسات المركز ليتمكن من القيام بمهمتهن التعليمية وقد شملهن الاطمئنان على أطفالهن وتعاونهن موظفات مختصات، لاحظت أن للأطفال حماما خاصا مكتوبا عليه "ممنوع دخول الكبار" خوفاً من أي عدوى قد ينقلونها، لاحظت وأنا أمر مع الأخت المديرة أن إحداهن خالفت اللافتة ودخلت حمام الصغار، فأمرت مديرة المركز بخصم يوم من مرتبها لمخالفتها التحذير، أعجبني منها الحزم، والحسم في الرعاية، وعدم التهاون فيما يتعلق بصحة الأطفال، وخطر على بالي سؤال، ما المانع أن تلحق كل مؤسسة بالدولة روضة بها لمساعدة العاملات فيها ولاطمئنانهن على أطفالهن، ولرحمة الصغار من أيدي عمالة كثيراً ما لا تكون أمينة عليهم، والحوادث المتكررة تشهد.. المهم تركت مركز (روضة بنت محمد) وكلي فخر بمنارة من منارات أقدس العلوم، والتي تفسح أبوابها لكل الفئات العمرية لتنهل من نور القرآن والهدى، لابد من شكر أختنا الفاضلة مديرة المركز وكل مساعداتها في وحدة الصيانة والوحدات الفنية، والبرامج، والأنشطة، والإداريات، والمعلمات اللائي يشتركن جميعا في تنوير القلوب بضياء القرآن، وكذا للهمة العالية، والجهد الصادق المبذول لأجيال قال قرآنها (اقرأ)، وكذا تحية لوزارة الأوقاف – إدارة الدعوة والإرشاد التي شاركت بمنارات كثيرة تدعو إلى علوم القرآن التي يزهو بها أي مجتمع مسلم.**** همسة في معايدة * سألوا عن الإيثار.. قلت أنتِ، سألوا عن الطيبة.. قلت أنتِ.. سألوا عن الحنان.. قلت أنتِ، سألوا عن المروءة.. قلت أنتِ.. سألوا عن الصبر.. قلت أنتِ، سألوا عن مثل أعلى، قلت أنتِ.. فكل عام يا أنا يا أنتِ، وأنتِ كما أنتِ.*** تأملات* عندما غافلتني القطة وهجمت على طبق السمك لتخطف واحدة وتهرب رغم أنني أطعمتها تأملت فعلتها التي قد تتشابه كثيراً مع طباع البشر، إذ منا من هو كالقطط يصلها المعروف والإحسان ولكنها تغدر أو كما يقول المثل (تاكل وتنكر) ومنا من يشبه الكلب وفاءً، وحفاظا لعهد صاحبه الذي لا يخونه، بل قد يموت دفاعاً عنه، ومنا من يشبه الضبع خسة ما بعدها خسة، ومنا من يشبه اليمامة أناقة، ووداعة، ورقة، ومنا من يشبه القرد يقفز على الحبال العشرة، ويرتدي الوجوه السبعة، كل وجه لموقف وإذا احتاج الأمر يعجن عجين الفلاحة "ميضرش"، منا من يشبه الجمل يصبر طويلاً على الإهانة حتى إذا انتقم قتل، ومنا من يضاهي طبعه طبع (التعلب) الذي يتسلل بالمراوغة، والمناورة، والحيل الرخيصة حتى يصل إلى مبتغاه، ومنا من طبعه كطبع الحمار يتحمل كثيراً أذى البشر، وضربهم، وقمامتهم، ودماماتهم، وقلة أدبهم، لا يشكو، ولا يمتنع عن أداء واجبه فقط تلوح في لمعة عينيه دموع لا ينتبه لها إلا ذو إحساس رهيف، ومنا من يشبه العقرب يتخفى، ويكيد بمكر عتيد حتى يخرج من الرمل فجأة ليلدغ لدغته الغادرة، وكم تداهمنا العقارب، والله خير حافظا.* تأمل أفعالك وأقوالك تسلم، وخلي بالك إذا سَكَتَّ عن فاسد فأنت شريكه، وإذا سكتَّ عمن يلفق للناس فرية لينجو من ورطته فأنت في الجرم شريكه، وإذا أعنت على ظلم أحد بموافقة أو سكوت فاستعد لانتقام (الحق) الذي لا يغفل ولا ينام.* يبدو أن في مقدورنا احتمال كل ذوي الصفات الذميمة، والعاهات الدميمة إلا لئيماً يظهر عكس ما يبطن.* اجلس في قلب مجموعة، وتابع، ستجد أحد الجالسين مثلاً يسأل عن آخر غائب، ستذهل من الرشاشات، والدانات، والقنابل العنقودية والفسفورية المصوبة لظهر الغائب الذي كان بالأمس، - بالأمس فقط - حبيباً، وقريباً، وطيباً، وفاضلاً، وإنساناً، ستصعق عندما ترى وتسمع أن الذي مدح هو نفسه الذي قدح، ساعتها لا تعجب إذ ليس الذي كان بالأمس إنسانا أضحى فجأة شيطانا، إنما الذي حدث أنك أمام أزمة أخلاق!* قال الحكيم (يابني خذ الخير من أهله، ودع الشر لأهله) اللهم ألهمنا القدرة على فرز الأخيار من الأشرار حتى لا نُغتال.* تأمل العيون ألوان، الفاكهة ألوان، الأزهار ألوان لكن المشاعر لا ألوان فيها لا بين بين، المحبة مثلاً إما أن تكون نقية نقاء ماء نهر، وإما أن تكون بألوان قوس قزح لا ترسو على لون، المحبة عادة لا تعرف اللون الرمادي.* تأمل .. هناك من يهديك الحب دون أن تهديه أي شيء، وهناك من يهديك الألم بعد أن تهديه كل شيء.. ولا عجب إذ لا يتساوى الشوك والزهر!* * * نصل سكين* أمس.. اتصلت بالأمل.. قلت له هل ممكن أن يخرج العطر من الفسيخ والبصل.. قال أجل.. قلت وهل يمكن أن تُشعل النار بالبلل.. قال أجل.. قلت وهل من الحنظل يمكن تقطير العسل.. قال أجل.. قلت وهل يمكن وضع الأرض في جيب زُحل.. قال نعم.. بلا.. أجل فكل شيء محتمل.. قلت إذن حكام العرب سيشعرون يوما بالخجل.. قال ابصق على وجهي إذا هذا حصل.(أحمد مطر)