08 أكتوبر 2025

تسجيل

متى يكون العيد سعيدا في سورية؟!

14 أكتوبر 2013

هكذا يطل العيد غير السعيد في سورية الجريحة ولازالت أنهار الدماء تجري هدارة شاكية إلى ربها ظلم الظالمين الطغاة الذين يتفننون ويتأنقون في ذبح التاريخ كل ساعة سواء بالبارود أو بالتجويع المريع للناس خصوصا ما يجري في غوطة دمشق وقد رفع المجرمون أمس شعار التهديد: الجوع أو الركوع. ولولا أملنا برحمة الله وفرجه وتحنانه على عباده تحت وطأة هذا الموت الرعيب لصعقنا أكثر وأكثر ولكن لطفه تعالى ما زال يشمل الجميع رغم هول المشهد وتبعاته. ولو أن كل الطائرات الحربية والحوامات التي زودت روسيا بها اللانظام أصابت أهدافها كلها. وكل الدبابات والصواريخ والمدافع بلغت مداها لرأينا الهولوكوست الأفظع والأشنع في العباد والبلاد ولكن يشاء قدر الله أن لا يفجر بعضها ويوقع الأخرى بيد الجيش الحر الذي أكرمنا الله بأسوده الحقيقيين حيث الجبال الرواسخ الشوامخ يذيقون الأسد وشبيحته وحزب إبليس اللبناني ولواء أبي الفضل العباس العراقي مرارات الآلام فريقا يقتلون ويأسرون فريقا. ومع ذلك يشاء الله أن يدخل الجميع غمار الابتلاء وتقع المذابح والمجازر ضد المدنيين دون مراعاة لأي حرمة في عشر ذي الحجة ويوم عرفة الذي يوافق هذا اليوم الاثنين. إن هؤلاء الباطنيين لا يعرفون أي قدسية للدين أو المبدأ ويغتالون الطفولة في مهدها. فيا له من عيد ثالث يمر بأهل الشام الذي هو بمثابة العروس بين نسوة جلوس كما قالوا لكن جعلوها لا تعرف إلا النحيب والنشيج وقد طعنوها في كل موضع حتى طل دمها مستصرخا أي مسلم وحر أبي أن يثأر لكرامتها.  قد أتى العيد ولكن كل عيد دون فرحه                                   بل يصاب الناس من أشجان ذكراهم بذبحه        ويصيح القبر - ياللقبر – قتلانا بدوحه                                   نائحا هلا سفحتم من دم القاتل سفحه        هكذا يعيش السوريون هذه الأيام وهم يندبون شهداءهم وجرحاهم وكل من يبتلى منهم. ويعانون الحرمان والحصار الخانقين في بلدهم حتى وصل الحال بحضرة مفتي مخيم اليرموك في دمشق أن يبيح لهم أكل لحم الكلاب والقطط من أجل الحياة. فأي فرحة يمكن أن يشعر بها حتى الأطفال الصغار الأبرياء الذين فقدوا آباءهم أو أمهاتهم بل الكثير منهم لم يعد يعرف من أبوه ومن أمه من هول التدمير والبارود الذي يبعثر البشر والحجر حتى بلغ وزن حاوية البارود المرمية على الناس خمسة أطنان. عدا صورايخ سكود وقنابل النابالم الحارقة والقنابل الفوسفورية. ومن المعروف أنه في العيد يسرع المؤمنون لتقديم ضحاياهم وإراقة دمائها تقوى لله تعالى استنانا بفعل إبراهيم عليه السلام مع ولده إسماعيل عليه السلام حتى فداه الله بذبح عظيم أما في الشام فلا يرى الجزار بشار إلا دماء الناس سيما النساء والأطفال. ولذلك يجب علينا ألا ننساهم بالإغاثة التي منعها المجرمون عنهم وإعانتهم بأي طريقة وضرورة مشاركتهم وجدانيا بالبعد عن الترف وهم يعانون أقسى الشظف وباللهج بأخبارهم وأحوالهم متذكرين قول مصطفى السباعي رحمه الله: "إن عيدا في الأرض يضحك فيه أناس ويبكي آخرون هو مأتم عند أهل السماء" وقد كان الإمام الجنيد في العراق يخرج في البرد الشديد ويعرض نفسه لقرصه ولسعه ويرجف مرارا لأنه لا يستطيع إعانة بعض الفقراء الذين لا يجدون ما يقيهم هذا البرد ليشاركهم في آلامهم بل ما قيمة العيد إذا لم نتحقق معناه ومغزاه دينيا واجتماعيا وسياسيا. ما العيد إلا أن نعود لديننا                  حتى يعود لواؤنا المفقود ما العيد إلا أن نكوِّن أمة                   فيها محمد لا سواه عميد إنه ليس أمام السوريين بعد تخاذل وتآمر معظم العالم عليهم حتى من يدعون أنهم أصدقاء الشعب السوري إلا أن يعيدوا بناء ذواتهم من جديد قدر الإمكان ورغم المآسي والجراح. ويعتمدون على الله وحده ثم على المؤمنين الصادقين من الشباب والمحسنين والتجار المتقين. وأن تأخذ المرأة دورها الفعال في الثورة السورية ويصبر الجميع ويصابروا ويصطبروا حتى يحكم الله بيننا وبين هذا الطاغية الذي هو أشد خطرا من اليهود والصهاينة والصليبيين الحاقدين. وعلينا أن نبقى طماحا ننتصر في الحياة قبل الممات وعندها يكون العيد ذا نكهة خاصة ومذاق عذب ومشهد بهيج. وتلك حقيقة العيد كما قال السباعي أيضا: "لو عرف المسلمون مغزى العيد كما أراده الإسلام لكان عيدهم الأكبر يوم يتم لهم تحرير الوطن الأكبر" فإلى الأمام أيها السوريون النبلاء حتى نكون كل عام بخير وتقبل الله منا ومنكم.